التربية:
نستكمل ما بدأناه عن التربية ونصل إلى:
-أهمية التربية:-
1- تعمل على بناء فرد ذو تنمية ثقافية وعلمية ويملك الوعي والثقافة والعلم ليفيد بها المجتمع والدولة.
2- تنمية الإنسان على العمل المجتمعي والأخلاقي والاجتماعي.
3- التنمية الاقتصادية للفرد للعمل بالمجتمع.
4- التنمية السياسية للحصول على حقوقه وتأدية واجباته تجاه الوطن.
5- التنمية الثقافية المتوارثة للمجتمع.
6- زيادة الوعي بالمجتمع لاختلاف التعامل مع طبيعة البشر المختلفة.
7- التعامل السليم والسوي لذوي الاحتياجات الخاصة أو غيرهم من أصحاب الحالات الخاصة وكيفية تعليمهم.
-أهداف التربية:-
1- بناء إنسان ذو شخصية متكاملة بتحقيق نمو جسدي وعقلي وروحي وأخلاقي واجتماعي.
2- تنمية علمية للإنسان بتنمية قدراته التعليمية وتنمية مواهبه.
بناء مجتمع سوي ومتكامل.
نقل التراث المجتمعي بين الأجيال والحفاظ عليه وتنميته تربوياً وثقافياً.
غرز روح التعاون في الطفل ليعم بين الناس.
ونجد في الأحاديث النبوية ومواقف النبي وأفعاله مع أصحابه والأطفال من المواقف التي تؤسس إلى مبادئ التربية كما ذكرناها وتحدثنا عنها بالتفصيل في نقاط باب (الحياة الاجتماعية) فنخرج بالأساليب والأسس الآتية:-
-أساليب التربية:-
١-استخدم النبي أساليب فن التربية المختلفة وهي:-
التدرج:-
هو أسلوب تعليمي من أجل إيصال المعلومة بطريقة مقبولة تكون على مراحل حتى لا ينفر الطفل.
-فمثلاً تحريم الخمر جاء على ثلاث مراحل بدأت:-
أ- ذكر أضرار الخمر وإن ضررها أكثر من فائدتها.
النهي عنها أثناء الصلاة.
ج- التحريم للخمور نهائياً.
وهكذا في منع العبودية بإرساء المساواة ثم المعاملة السوية لهم ثم تحرير العبيد.
وكان النبي يقول لمعاذ بن جبل عندما كان يرسله لتعليم أحد الإسلام بأن يعرض عليهم الشعائر واحدة تلو الأخرى ولا ينتقل للثانية قبل أن يتقبلوا الأولى.
فالمقصد أن يكون التأديب والتعليم والمعنى هنا التربية بالتدرج في النهي والأمر وليس دفعة واحدة ليكون متقبلاً وسهل الفهم والاستيعاب.
٢-أسلوب القصة ذات العظة:-
استخدمها الله عز وجل في القرآن الكريم في مواضيع مختلفة كقصة سيدنا يوسف وقصة الذين أووا إلى الكهف ليحتموا من الاضطهاد وغيرها واستخدمها النبي في أحاديثه للتعليم واستنباط العظات.
فهو أسلوب يفيد الفكر والعقل بالتفكير في فهم القصص وعظاتها وتنمية موهبة القراءة والكتابة والتأليف. فعندما تقرأ لأبنائك قصة قبل النوم لا يكون الغرض منها أن يغضو في النوم بل أن يتساءلوا ويفكروا وتنمية الخيال لديهم والتعلم من مواعظ هذه القصص.
٣-أسلوب الحوار والإقناع بالسؤال والجواب:-
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم هذا الأسلوب في مواضع عدة وقد رأيناها في إقناعه أحد الأشخاص بعدم الزنا فقد جاءه من يطلب منه أن يأذن له بالزنا لأنه يحبه فبدأ حديثه معه بأن قال له: أتحبه لأمك ثم لأختك ثم لزوجك ثم لعماتك ثم لخالتك ثم لابنتك. فيرد الرجل: بلا في كل مرة. فقال له النبي: ولا الناس يحبونه لهم. فذهب الرجل ولا أكره شيء له في الدنيا أكثر من الزنا.
ونجد الطفل يسأل كثيراً ليعرف ويتعلم فلذا يجب الرد عليه بأسلوب مقنع وصحيح وبسيط بنفس الوقت حتى يسعى أكثر للسؤال والتعلم.
فبالحوار والتفكير والنقد الفكري واستخدام العقل والمنطق أوصل له المعلومة ورباه عليها. وهذا يفيد بتربية الفرد والنشء على الفكر النقدي والتفكير والحوار وتقبل الآخر والآراء المخالفة وكيفية الإقناع والتحلي بآداب الحوار.
٤-التعليم بالتكرار والتعود:-
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمة يعيد الكلمة ثلاثاً لتعقل عنه كما قال أنس بن مالك.
وقال الإمام البخاري:-
(أن النبي إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم ثلاثاً).
وقد رأيناها في توصيته عليه السلام بالأم والجار.
وأسس الرسول في التربية على تعويد الأطفال بقوله:-
(علموا أولادكم الصلاة لسبع).
وهذا لتعويدهم عليها وهكذا التربية في كل شيء بالتعود للأطفال على الفعل الصائب والأخلاق.
فالتكرار عند التربية مهم خاصة في مرحلة السنة والسنتين لأنه يعودهم على أشياء لا يكن لديهم علم بها من قبل ويساعدهم على التعود عليها.
٥-استخدام وسائل الإيضاح:-
قال مسعود أن النبي خط خطاً وخط مربعاً وخطاً في الوسط خارجاً عنه وخط خططاً صغار إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال: هذا الإنسان وهذا أجله محيطاً به أو قد أحاط به وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا.
موضحاً مقصده بطريقة رسم وتوضيح للناس لتكون سهلة الفهم وهذا من أجل أن يعي كل معلم أنه من الأهمية استخدام وسائل الإيضاح لإيصال المعلومات ومع وجود الأساليب التكنولوجية الحديثة يمكن استخدام أدق وسائل الإيضاح وأفضلها من أجل إيصال المعلومة للطلبة بسهولة ويسر.
٦-التشويق وجذب الانتباه:-
وقد استخدمه الله عز وجل وأيضاً النبي في تشويق الناس في الجنة وتحبيبهم في الجهاد والتصوف وترك ملذات الدنيا وطلب الآخرة.
وهذا يكون مع الأطفال لكي يتم جذب اهتمامه بالتعلم عن طريق الهدية والجائزة مثلاً.
7- عدم التغلظ والتربية باللين:-
-قال الله تعالى:-
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
وهذا مهم للتعليم بأن يكون باللين والرفق حتى لا يقابل بالعند وإنما بالسمع والفهم والطاعة والتنفيذ لما هو صحيح باللين والمشورة وبدون طريقة آمرة وبالتوعية السوية.
ولا يكون بالضرب أو بالعنف الجسدي أو النفسي فهذا يجعل من الطفل يحمل معه في فترات عمره التالية صفات سيئة مثل الكبت وقبول الاستبداد أو يكون هو بالنهاية شخص مستبد وعنيف هذا غير زعزعة ثقته بنفسه.
ولا يكون التعامل باللين الشديد أيضاً فيجب التوازن عند التربية حتى لا يكون الطفل مستهتراً إذا لم يحدث معه عقاب عما يخطأ فيه كحرمان من اللعب مثلاً حتى يتعلم عدم الاستهتار أو الفوضى.