مؤتمر ايجيكا 2025 يناقش تأثيرات الذكاء الاصطناعي في الإعلام المصري والعربي
قالت الدكتورة هبة السمري، الأستاذة بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، مؤتمر ايجيكا 2025 يأتي في نسخته الثانية هذا العام في إطار مبادرة مشتركة بين كلية الإعلام بصفتها المكتب الإقليمي للجمعية الدولية لبحوث الاتصال ICA في مصر، وبين الجمعية الدولية، وتهدف إلى خلق حوار علمي متقدم حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاعات الإعلام المختلفة، سواء في الإنتاج أو التعليم أو التسويق.
جاء ذلك في إطار الحلقة النقاشية العلمية التي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي الثلاثين تحت عنوان “الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة”، والذي يناقش عددا من القضايا المرتبطة بالإعلام وصحة المجتمع، وتوظيف التكنولوجيا في خدمة الرسالة الاتصالية.
وأوضحت الدكتورة شيماء ذو الفقار، الأستاذة بقسم العلاقات العامة والإعلان، ومقررة الجلسة، أن المناقشات ركزت على استكشاف حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، التسويق، التعليم، وصناعة السينما، من خلال عرض مجموعة من الأوراق البحثية المتنوعة التي تقدم رؤى علمية وتجريبية عميقة.
وتضمنت الحلقة النقاشية الحديث عن عدد من الموضوعات المحورية، ومنها: توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الصحفية، مصداقية المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي في الحملات الاجتماعية، استراتيجيات التسويق الدولية المخصصة ثقافيًا، التطبيقات الذكية في صناعة السينما، تأثير الذكاء الاصطناعي على الحملات الرقمية عبر السوشيال ميديا، ودور الشات بوتس في التعليم الإعلامي بالدول النامية.
وأوضحت الدكتورة سارة المغربي، الأستاذة بقسم الصحافة، أن دراستها كشفت عن فجوة معرفية مقلقة بين الصحفيين المصريين بشأن أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث لم يكن 33% من العينة المدروسة على دراية أصلاً بمفهوم الذكاء الاصطناعي، رغم تولي بعضهم مناصب مثل رئيس التحرير أو نائب رئيس التحرير. وأضافت أن الاستخدام يتركز فقط على التحقق من المعلومات دون الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في الكتابة أو التحليل، ما يبرز غياب التدريب المؤسسي والوعي المهني بالتكنولوجيا الحديثة.
وأشارت الدكتورة حياة بدر الاستاذ المساعد بقسم العلاقات العامة بكلية الإعلام إلى أن الجمهور لا يثق بالمحتوى الاجتماعي المُنتج باستخدام الذكاء الاصطناعي عند الإعلان عن مصدره، خاصة إذا كان المحتوى ذا طبيعة عاطفية أو توعوية، مؤكدة على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة فعالة إذا تم توظيفه في دعم البيانات والمعلومات دون التدخل في التوجيه السلوكي المباشر.
وعرضت الدكتورة هبة مرسي دراسة تناولت كيف يمكن للعلامات التجارية العالمية التكيّف مع السوق المصري من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على هويتها الدولية. واستندت إلى إطار “الذكاء الثقافي” لفهم مدى إدراك هذه الشركات للخصوصية الثقافية للمجتمع المصري، مشيرة إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تخلق جسورا فعالة للتواصل عبر الثقافات إذا تم توظيفها بوعي.
وأعربت الدكتورة مها الوزير، كاتبة السيناريو والمدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام جامعة القاهرة، عن اعتقادها أن الذكاء الاصطناعي سيبقى أداة مساعدة وليس بديلاً للمبدعين، مؤكدة أن صناعة السينما بطبيعتها عمل إنساني جماعي.
واستعرضت "الوزير" نتائج مقابلات مع صناع أفلام مصريين أظهروا اهتمامًا متزايدًا باستخدام الذكاء الاصطناعي خاصة في الرسوم المتحركة والمؤثرات البصرية، لكنهم أشاروا إلى ضعف الإمكانيات التقنية المتاحة وارتفاع تكلفتها مقارنة بالأسواق العالمية.
فيما تناولت الدكتورة سارة خاطر دور الذكاء الاصطناعي في تحسين استهداف الجمهور وزيادة فعالية الحملات الإعلانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن 95% من المشاركين يرون أن الذكاء الاصطناعي قادر على التأثير في قرارات الشراء، في حين عبّر عدد كبير منهم عن مخاوف تتعلق بالخصوصية، والدقة، والإفراط في الاعتماد على التقنية على حساب الإبداع.
واختُتمت الجلسة بورقة بحثية قدمتها الأستاذة ندى حمودة، بمشاركة كريستين جرجس، علياء الشباسي، وملك أسعد، حول استخدام الشات بوتس في تعليم الإعلام في دول الأغلبية. وأشارت إلى أن هذه الأدوات قادرة على تقليل الأعباء الإدارية، لكنها لا تستطيع استبدال العملية التفاعلية الإنسانية في التعليم، مشددة على أهمية التفكير في محلية المفاهيم وتحديد دقيق لماهية “التحديات” و”الفرص” في السياق الثقافي المحلي، مؤكدة أن الأدوات التكنولوجية ليست جيدة أو سيئة بذاتها، بل تتحدد قيمتها بكيفية استخدامها.
وفي ختام الجلسة، قامت كل من الدكتورة هبة السمري والدكتورة شيماء ذو الفقار بتكريم المتحدثين باسم كلية الإعلام، وتوجّهوا بخالص الشكر والتقدير للدكتورة ثريا البدوي، عميدة الكلية، على دعمها المستمر ورعايتها الكاملة للفعالية
ويُعقد ملتقى المستجدات البحثية (EGICA) على مدار يومي 15 و16 يونيو 2025، بكلية الإعلام – جامعة القاهرة، ويُعد منصة علمية تجمع الباحثين والخبراء من مختلف دول العالم لعرض ومناقشة أحدث الاتجاهات البحثية في علوم الإعلام والاتصال.
ويأتي الملتقى في إطار سعي كلية الإعلام لتعزيز موقعها الإقليمي والدولي كحاضنة للابتكار الأكاديمي والتواصل العلمي عبر الشراكات الدولية والمجتمعات البحثية المتخصصة.