الفرق بين التخصص و تكنولوجيا التخصص!! بقلم الدكتور . أحمد الجيوشي نائب وزير التعليم

الثلاثاء 13 مايو, 2025

قلنا كثيرا و قال غيرنا أن التكنولوجيا التي أصبحت سمة العصر هي ليست تخصصا علميا او ليست علما مستقلا بذاته و إنما هي مجال واسع لتطبيقات التخصصات العلمية و العلوم بكل أنواعها، و هي مجموعة من الأدوات و الوسائل التي تمكن اصحاب التخصصات العلمية المختلفة من اداء مهامهم ووظائفهم علي افضل نحو ممكن. علي سبيل المثال لكي يتمكن المهندس المتخصص في هندسة السيارات من تنفيذ تصميمه الهندسي للسيارة و الوصول باداء السيارة الي افضل اداء ممكن فعليه أن يلجأ لتكنولوجيا السيارات في كل مكوناتها سواء تكنولوجيا آجهزة لحام الأجزاء، او تكنولوجيا تصنيع البوجيهات او تكنولوجيا دورة الوقود او تكنولوجيا ادوات التحكم في السيارة او تكنولوجيا كذا و كذا التي بموجبها يتم تحويل التصميم الهندسي للسيارة الي سيارة حقيقية تجري علي الطرق. و علي عكس ما يعتقد كثيرون فان دور تكنولوجيا العلوم الصحية التطبيقية مثلا في تطوير اداء اصحاب التخصصات الطبية بكل أنواعها هو أوضح بكثير من مثيله في التخصصات الهندسية و الفرق بين المهنتين في التخصص الصحي و تكنولوجيا التخصص الصحي هو اكثر جلاء ووضوحا .. فعلي سبيل المثال في تخصص الأشعة التشخيصية الطبي لا يستطيع الطبيب تشخيص المرض الداخلي بوضوح دون ان يحصل علي فيلم أشعة ينتجه له جهاز أشعه تشخيصية صممه مهندس اجهزة طبية و صنعه اخصائي تكنولوجيا اجهزة أشعة تشخيصية وفق احدث التكنولوجيات في تلك الأجهزة. وكذلك في تخصص التحاليل الطبية و تكنولوجيا تخصص التحاليل الطبية .. و هو الأمر نفسه في تخصص الرعاية الطبية المركزة و تكنولوجيا اجهزة تخصص الرعاية الطبية المركزة .. و كذلك الأمر في تخصص التمريض و تكنولوجيا اجهزة تخصص التمريض. التكنولوجيا تساعد المتخصص في بلوغ افضل اداء إذا احسن هو توظيف ما توفره له من ادوات .. لكنها لا تؤدي دوره و لا تحل محله و لا يريد احد منها ان تفعل ذلك.