صاحب "رسالة النيل إلى السيسي" :
صاحب "رسالة النيل إلى السيسي" :
الحرب في ليبيا وسيناء تحدد مسار سد الخراب
إسرائيل منسق مشروع المؤامرة على مصر
أثيوبيا منوطة بمنابع النيل وتركيا بالمتوسط والغرب المصري
وسائل إعلام دولية تنفذ أجندة الإضرار بالوطن بتقارير مفبركة
تغيير الممارسات والقيادات الإعلامية ضرورة حتمية للتعامل مع الأزمة
يرى الكاتب الصحفي بسام عبد السميع صاحب "رسالة النيل إلى السيسي" أحدث كتاب صدر حول أزمة سد النهضة، أنه
كلما كانت الضربات المصرية في سيناء وليبيا شديدة ورادعة، كلما عززت فرص التغير عند المتآمرين على مصر عبر منابع النيل.
وقال بسام عبد السميع :" تؤدي الانتصارات المصرية في ليبيا وسيناء إلى عدة سيناريوهات بشأن سد أثيوبيا فإما الانصياع لحقوق مصر المائية وهو مالا أراه واقعاً، وإما الذهاب للعبة أخرى وهذا ضعيف التحقق، وإما بالصدام المباشر والسريع وهذا وارد حدوثه".
وتابع "وأما السيناريو الأكثر توقعاً هو الاستمرار بإحداث قلاقل متنوعة باستخدام الذراع التركي والإثيوبي والجماعات الإرهابية في سيناء والمرتزقة في وسائل الإعلام التي تنفذ مهمة تشويه الإنجازات المصرية الحالية بعدما تعرضوا لصدمة كبيرة نتيجة التطور العسكري والاقتصادي السريع في مصر خلافاً لما كانوا يدبرون ويأملون".
وأشار مؤلف كتاب رسالة النيل إلى السيسي إلى أن هناك ثلاث وسائل إعلامية عالمية مكلفة بإطلاق تقارير كاذبة ومغلوطة على مصر وأن هذه الجهات أحد أذرع أجهزة الاستخبارات في دولها ودول أخرى فضلاً عن الممارسات الفردية لبعض العاملين الذين تحقق لهم هذه التقارير فرصة المال وتحقيق مكتسبات عديدة أسوة ببعض المنظمات المسماة عالمية وأممية وظيفتها ابتزاز الدول والضغط عليها إما بتكليف مباشر أو بعشق ممارسة الابتزاز التي تحقق للعاملين في هذه المنظمات أموالاً طائلة.
وأشار إلى جزءاً من ضعف المشهد الحالي في أزمة السد ناجم عن تصدر الإعلام عناصر ليست مؤهلة للتعامل مع الأزمة الحالية والملفات الشائكة القادمة فهم كانوا الأكثر قبولاً لفترة زمنية انقضت وأدوا فيها دورهم وهذا يكفي، فالتغيير أصبح ضرورة حتمية فالإعلام صار أحد أخطر الأسلحة في تحقيق الأمن القومي لأي شعب.
وأكد الكاتب الصحفي بسام عبد السميع، أن سد أثيوبيا يمثل أحد أخطر الاختبارات في تاريخ مصر، وتحدد نتيجة هذا الاختبار مستقبل مصر والمنطقة، ما يجعل إنهاء قصة السد ضرورة حتمية ومهمة استراتيجية وطنية للحفاظ على مصر، وأي عمل يؤدى لتقليل حصة مصر من مياه النيل أو يمنع وصول المياه إلي مصر هو اغتيال للحاضر والمستقبل.
ويرى مؤلف كتاب "رسالة النيل إلى السيسي"، أن المتآمرين على مصر أنجزوا بعضاً من خططهم عبر العمليات الإرهابية التي نفذها الوكلاء في سيناء وليبيا منذ العام 2011 بهدف اختبار القدرات المصرية وإحداث الفوضي، لافتاً إلى أن القرار النهائي لهؤلاء المخططين بشأن سد النهضة" الخراب" سيتحدد في ضوء تطورات الأوضاع في ليبيا وسيناء خلال الفترة المقبلة.
وأضاف: تواصل إثيوبيا من خلال الملء الأحادي للسد دون اتفاق والاستمرار في لعبة التفاوض الكاذب، مهمتها المنوطة بمشروع المؤامرة على مصر والتي تحددت باختبار الصمود المصري وقراءة سيناريوهات رد الفعل في ملء سد الذي مولته وأشرفت عليه أميركا وذراعها في المنطقة الصهيونية المسماة" إسرائيل" والتي تقود المؤامرة عبر عدة أذرع توزعت بين تركيا في المتوسط وليبيا وأثيوبيا في منابع النيل ومشروع الاستثمارات الزراعية والمائية للصهيونية في دول حوض النيل مع الدعم المتواصل لمجموعات الإرهاب في سيناء عبر وكلاء إسرائيل متعدي الجنسيات واللغات والهوية.
وأكد أن ممارسات أثيوبيا بفرض سياسة الأمر الواقع بملء السد وعدم الاكتراث بضرر الآخرين، تدفع إلى فرض الأمر الواقع على مصر بخيار واحد، مؤكداً قدرة مصر على التعامل مع هذا الملف بجدارة عالية وتنفيذ السيناريوهات المناسبة لكل مرحلة.
وشدد على أن مصر قيادة وشعباً لن تسمح بأي صورة من الصور بإحداث أي ضرر على مياه النيل فبقاء مصر على قيد الحياة مرهون باستمرار وصول مياه النيل إليها وبالكميات اللازمة للتنمية والزراعة والحياة.
وحذر من أن سد أثيوبيا يحقق في حال التشغيل والملء بصورة أحادية فرصة القضاء على الحياة للأجيال المقبلة، وهو ما يستوجب إزالة أية سدود قائمة أو يجرى العمل على إنشاءها.
وقدم الصحفي بسام عبد السميع عبر "رسالة النيل إلى السيسي" رصد شامل للمؤامرة عبر منابع النيل والأطراف المشاركة، بدءاً من وزارة الزراعة الأميركية وإنتهاء بإسرائيل عبر مشروع الصهيونية العالمية من النيل إلى الفرات.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة الأمريكية قدمت عام 1962، دراسات تفصيلية لأثيوبيا بإنشاء 33 سداً على مجرى النهر، مع تنسيق إسرائيلي، بتوجيه دول حوض النيل لإنشاء سدود على مجرى النهر، وبدعم مالي متعدد المصادر يتم توفيره عبر أطراف المؤامرة وهو ما يجري إنجازه حالياً.
وقال بسام عبد السميع :"يستهدف المخطط الصهيوني الأمريكي -القديم المتجدد-، الضغط على مصر لإمداد تل أبيب بالمياه عبر الحديث عن قضية تدويل الأنهار من خلال هيئة مشتركة من مختلف الدول المتشاطئة في نهر النيل - وهو ما يجري العمل عليه منذ تيودور هرتزل الأب الروحي للصهيونية، والذي طلب من كرومر عام 1903 الاستيطان في سيناء وتمديد النيل في أنابيب عبر قناة السويس.
ونبه إلى أن العصابة الصهيونية، طالبت مصر في سبعينات القرن الماضي، بمدها بنصيب من مياه النيل عن طريق سيناء، وإلا ستقوم بإحداث متاعب لمصر في منابع النيل في إثيوبيا ومنطقة البحيرات وهو ما يجري تنفيذه ضمن استكمال مشروع "من النيل إلى الفرات.
وتقوم إسرائيل حالياً بإنجاز أربعة سدود على النيل في أثيوبيا لحجز المياه، وتوليد الكهرباء، وذلك بعد أن تقدمت شركات استثمارية إسرائيلية يملكها جنرالات متقاعدون في الموساد بعروض للمساهمة، سواء في مشاريع بناء السدود على منابع نهر النيل أو في مشاريع زراعية.
وأشار إلى أن القناة السابعة التلفزيونية الإسرائيلية أعلنت عن قيام شركات متخصصة في مجال الاستشارات الهندسية والإنشاءات بتقديم عروض للحكومة الإثيوبية تتضمن المساهمة في القيام بمشاريع استثمارية سكنية على النيل، وذلك بدعم من وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ولفت إلى أن مركز التعاون الدولي في الخارجية الإسرائيلية المسمى بـ"الموشاف" يختص بتصميم وتنفيذ سياسات التعاون مع الدول الإفريقية وخاصة دول حوض النيل ومشاريع السدود.
كما تقوم إسرائيل حالياً بتنفيذ مشاريع للري في 10 مقاطعات معظمها في شمال أوغندا، ويجري استخدام المياه المتدفقة من بحيرة فيكتوريا لإقامة هذه المشاريع، بهدف إنقاص المياه الواردة عبر النيل الأبيض لتكتمل عملية منع المياه.
وأفاد الصحفي بسام عبد السميع بأن بنيامين نتنياهو سطر العقيدة الصهيونية في تل أبيب قائلاً :" إن سيطرتنا على مناطق استراتيجية لن تشكل عائقاً للسلام وإنما ستكون عائقاً لمن أراد الحرب مع إسرائيل"- إنها إفريقيا المنطقة الاستراتيجية الجديدة-.
كما تناول زيارة نتنياهو إلى أثيوبيا وإشادته أمام البرلمان الأثيوبي، باليهود من أصل أثيوبي، والذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، مستعرضاً ذكريات طفولته بشارع في القدس يحمل اسم "إثيوبيا"، وذلك في إشارة صريحة إلى ارتباطه منذ طفولته بالدولة الأثيوبية، مؤكداً عقب توقيعه عدداً من اتفاقيات التعاون الشاملة، دعم إسرائيل للمشاريع التنموية في أثيوبيا وفي مقدمتها السدود
وأشار الكاتب إلى أن عملاء الموساد في مؤسسات ووكالات أنباء ومحطات تلفزة عالمية وإقليمية، يقدمون معلومات وتقارير يتم تمريرها لمستثمرين أو أجهزة استخباراتية أو حكومات لتحقيق موارد مالية ضخمة للوكالات والأجهزة الأمنية ومكافآت للمندوبين والتحكم في إدارة اللعبة السياسية والعسكرية.
كما أن هناك بعض الوكالات العالمية والمحطات التليفزيونية تحجب 90 % من المعلومات والتقارير، التي يحصل عليها مندوبوها، وما جرى في السنوات الماضية من علاقات في ظاهرها إعلامية مع الجماعات الإرهابية، وبعض المستثمرين يشير إلى تأكيد صحة الهمهمات التي تسري بأن منصات إعلامية متنوعة وظيفتها توصيل رسائل بين الجماعات الإرهابية والدول والأجهزة المحركة والممولة لهذه التنظيمات.
وأوضح أن المتآمرين عززوا مخططاتهم لتهديد مصر، من خلال الحصول على تسهيلات عسكرية وإقامة قواعد جوية وبحرية في أماكن استراتيجية بدول إفريقيا عبر "الموساد" و"آمان" و"الموشاف" والوحدات المركزية الاستخباراتية الصهيوأميركية في عدد من دول أفريقيا وسفن الاتصالات البحرية الملاصقة لشواطئ أفريقيا عبر المحيطات والبحار.
وأكد الكاتب الصحفي بسام عبد السميع، أن الأجهزة الصهيونية توفر برامج حماية للمسؤولين الأفارقة، حيث تتربع شركتا " يو بي"و "إي بي "، المملوكتين لعناصر صهيونية بإسقاط الأنظمة التي تسعى للاقتراب من الأنظمة العربية، مع دعم المعارضة المسلحة في الدول التي تمتنع عن تنفيذ الخطط المطلوبة، إضافة إلى "لام دال"، التابعة للموساد، والاعتماد على النظم الصهيونية الخاصة بالاتصال والمراقبة الأمنية في المطارات والمباني الحكومية الإفريقية، كما تقوم شركة "أ.ب"، بالتطوير الزراعي في دول حوض النيل ولها نفوذ كبير في التحكم بالاقتصاد الإفريقي
واختتم بالقول:" إن القوة والردع هما جناحا السلام والأمان ومن يفتقد القوة يصبح مطمعاً للعدوان، فالضعف دعوة للعدوان والقوة دعوة للالتزام، وما تجرأ أحد على مصر إلا عندما تيقن أنها في حالة ضعف وستستمر المؤامرة فهذا قدر مصر "، مؤكداً على أن مصر بقيادتها تعي تماماً كافة الأخطار وتبذل أقصى جهد وتتحلى بقدرات كبيرة منعاً من اندفاع أو السقوط في شباك مؤامرات من نوع آخر قائلاً:" يقيناً أعلم أن النصر سيكون لمصر تفاوضاً أو حرباً".