دار  بخاطري مقولة مأثورة مفادها ( ان ضمير الحاكم من ضمير الامة ) واستنادًا على تلك المقولة فان لكل شعبًا وأمةً الحكومة التي يستحقونها فوعي الحكومة من وعي الشعب طالما هي حكومة خارجة ومستخلصة من قوام وطيات هذا الشعب وطالما هي حكومة محلية الصنع وليست من استيراد الخارج ولعل هذا يظهر بالأكثر هذه الأيام فحرب الدولة ضد فيروس كورونا يتجلى فيها وعي الحكومة الذي هو انعكاس لوعى الشعب فأصبحنا جميعا نجلس مساءً لا لمشاهدة المسلسلات بل منتظرين بقلق نتائج الفحص والاختبار لتعلن وزارة الصحة عن الحصيلة اليومية الجديدة لضحايا فيروس كورونا والتي بدت لنا صادمة في بعض الأحيان ليخرج علينا أصحاب نظرية المؤامرة بعقليتهم الفذة يفندوا أيا ما تقوم به الحكومة من إجراءات:
- فان ارتفعت الإصابات اتهمنا الحكومة بالإهمال والتقصير وإزهاق أرواح المواطنين وان انخفضت الاعداد المصابة اتهمنا الحكومة بالكذب والتضليل وان الاعداد أكبر من المعلن بكثير وان أغلقت الدولة مراكز الترفيه والمقاهي والمحال التجارية وفرضت حظر التجوال أتهمنا الدولة بقطع الارزاق وقطع عيش المواطنين وان خفضت وخففت الدولة أوقات الحظر مراعاة لاقتصادها واقتصاد شعبها لأتهمناها أيضا بالإهمال في الحفاظ على أرواح مواطنيها فإذا اتخذت الدولة الاجراءات فهي متأخرة و ان لم تأخذ الإجراءات فهي مهملة و ان استبقت الحدث بإجراءات وقائية فهي مهولة وعندما تذيع الحكومة بيان فهي كاذبة وان لم تذع فهي متكتمة ومتواطئة انها نظرية المؤامرة لدى بعض المشككين فأصحاب نظرية المؤامرة لا يرضيهم أي وضع أيًا كان فهم يؤمنون فقط بوعيهم الخاص الذي هو في الأصل جزء من وعي حكومتهم وقادتهم وبهذا هم يدينون انفسهم أيضا فالحكومات يا صديقي هي انعكسا وصورة لمكوناتنا وما نؤمن به ونعيش فيه , وطالما ان حكومتنا موضوعًا عليها لافته صنع في مصر فهي تمثل وعينا وضميرنا وافعالنا أيضا شئت ام ابيت ولا تنسى ان ضمير الحاكم من ضمير الامة انه قانون وضعي ملخص للحال يعبر عما يحدث ليس في مصر فقط بل في كل بلدان ودول العالم.
أما عن عقدة ان البلاد والدول الاخرى أفضل من بلدك فهذا معناه رفضك للداخل الذي انت جزء منه وبهذا ترفض حتى نفسك وعندما تسفه وتقلل من كل ما تصنعه الدولة من اجلك فهو جحود متأصل فلا يوجد في العالم وطن مثالي , فلكل وطن كبواته ونقاط ضعفه , اما عندما يخبرك عقلك أنك الافضل والاعلم و الافهم ولديك فكر فذ في الصحة و التعليم والاقتصاد والسياحة وغيرهم وأصبحت خبيرا في كل شيء واي شيء فانه ينبغي ان تدخل امتحان مقارنة مع سبعة مليار شخص من ساكني هذا الكوكب لتثبت لنا ذلك من الناحية العملية ولكي ندرك كم انت موهوب ومتعدد الاستخدامات عزيزي الشكاك فما أسهل ان تتحدث عن الحرب وانت خارج المعركة كما قال نابليون بونابرت وبالمثل ما أسهل ان تتحدث عن الوطن وإصلاحاته وانت نائم على ظهرك وتستعمل فقط لوحة المفاتيح الخاصة بهاتفك الذكي لتمطرنا بأرائك الفذة التي ينبغي للحكومات ان تتبناها فورا ولحظيا وإلا صببت حمو غضبك عليها
انا لا ادافع عن الحكومات والقادة فانا لست واحدا منهم ولكنهم قد خرجوا منا كجزء من نسيج هذا الشعب فلذلك يجب ان تكون متوازنًا في ارائك وان يكون لك نظره محايدة فالشكر لمن يستحق الشكر والنقد لمن يستوجب النقد والمسائلة لمن يجرم في حقنا كشعب والمدح لأصحاب الهمم والثناء لأصحاب الضمير الصالح وما اكثرهم في بلدي فالغالبية العظمى من القادة والوزراء يريدون ان يحققوا النجاح لبلدهم ومواطنيهم انه الدافع الداخلي لاي شخص في أي مجال ولا تنسي ابدا انهم أي الحكومات والقادة موسومين بعلامة صنع في مصر ولعلك يوما تصبح واحدا منهم فتلتمس لهم العذر من ثقل المهمة و يتبقى لنا ان نعرف ان ضمير الحاكم هو نفسه ضمير الامة فمهما غيرنا من حكام وحكومات وقادة فانه لن يتغير وضعنا وحالنا مالم نغير من انفسنا أولا .