أليس منكم رجل رشيد؟

الخميس 11 يونيو, 2020

وسط أجواء يفترض ان تجعل الإنسان أكثر إيمانا بقدرة الله على قلب كل شئ على وجه الأرض، أجواء أدت لأول مرة في تاريخ الكرة الأرضية إلى جلوس العالم بأسره داخل المنازل، والمفترض أنها تجعل الإنسان يفكر جيدا في قدراته المحدودة جدا في حياته، أمام قدرة الله عز وجل، يعيش الشارع الرياضي المصري حالة من الغليان والتصريحات المتبادلة والشتائم التي إجتاحت أهم نافذة للمواطن في العصر الحديث وهي الإعلام. كان من المفترض أن يقود الإعلام المجتمع الرياضي لبحث نقاط الضعف فى اللوائح وإعادة وضع إستراتيجيات تطوير المسابقات وتطبيق الإحتراف الحقيقي في كل مجالات الرياضة وبخاصة كرة القدم بعد أن ذهب العالم من حولنا بعيدا ونحن لا زلنا محلك سر نعيش على ذكريات الماضي. كان من المفترض أن نعالج كل السلبيات ونحن نعيش في زمن الكورونا الذي منع الناس حتى من قضاء الأجواء الروحانية التي كانوا يعيشون فيها خلال شهر رمضان المنصرم، وأن ننظر كيف نطور المنظومة كاملا برؤى جديدة ومتناسقة مع العصر الذي نعيشه. كان من المفترض أن ننظر إلى نقطة بالغة الخطورة سنجني مشاكلها في المستقبل القريب وهي إختفاء قاعدة الناشئين والمواهب الحقيقيين في القرى والنجوع أمام أزمة المادة وإنشار رياضة البيزنس التي تتيح الفرصة فقط للأسر المقتدرة فقط ولا تسمع للموهوب الحقيقي في قرى ونجوع مصر من الظهور. كل هذا لم يحدث، ولكن ماذا حدث، تحول الإعلام إلى حرب ضروس بين الأهلي والزمالك عن طريق آلات إعلامية لا تملك الضمير للتعامل مع تلك المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن. لا توجد رياضة تمارس على الساحة ، ولكن في ظل ضيق الأفق وعدم القدرة على خوض المعركة الحقيقية للتطوير لم يكن هناك سوى إستعادة الذكريات من أجل إشعال الفتنة. قل لي عزيزي القارئ ماذا يفيد من إستضافة جمال عبد الحميد لساعات ليستعيد ذكريات عمرها يقترب من 40 سنة عن قصة إنتقاله من الأهلي للزمالك ، وما هو المردود من إستضافة رضا عبد العال ليروي قصة إنتقاله من الزمالك للأهلي بعد أكثر من ربع قرن ووقت أن كان نصف الأحياء الآن، لم يولدوا بعد. إنها الشرارة التي أشعلت الفتنة في الشارع الرياضي، لأنها أصبحت مثالا للتغطية الإعلامية التي يدعون الآن أنها تستقطب مشاهدة مكثفة عبر مرض العصر اللعين وهو السوشيال ميديا، فلم يخرج لاعبا قديما أو حديثا إلا وحكى عن قصص وهمية عن مفاوضات النادي المنافس له، فالأهلاوي يدعي أنه تلقى العروض السرية بالجملة من الزمالك والزمالكاوي يستعيد ذكريات مفاوضات الأهلي وكلها قصص وهمية لا طائل منها سوء زيادة الإحتقان وإشعال نار الفتنة. لقد نبهت منذ سنوات عن ظاهرة تجتاح الرياضة المصرية وهي إنتشار أزمة السباب وإنتهاك الأعراض ليس بين عدد محدود من الأفراد كما كان يحدث من قبل، وإنما عبر قنوات تبث سمومها للملايين وتصل إلى كل البيوت وتتغلغل إلى كل فرد داخل الأسرة المصرية بما فيهم الأم والزوجة والبنت، ولم يتدخل أحد. حاولت أن أوقف تلك الجرائم بكل ما أوتيت من قوة مستغلا قلمي وهو أحد الوسائل التي يمكن أن أوقف بها منكرا كما قال رسول الله صلى الله عليه ولكني أعترف بالفشل، لأن تيار الفساد كان الأقوى، إنظروا كيف أصبح الشارع الرياضي منبرا للشتائم وإنتهاك الأعراض. أليس منكم رجل رشيد؟ ،كما قال كتاب الله في سورة هود، ليوقف تلك المهازل ، أم تستمر تلك المسرحية الهزلية حتى تقع الكارثة. adwar10@hotmail.com