صبرى رزق يكتب عـــدالة كـــورونا

الثلاثاء 2 يونيو, 2020

مولود جديد وُثق ميلاده بالعام الفين وتسعه عشرة عملية الولادة بعد دراسة دقيقة ثبت انها طبيعية تمام مسقط راسه طبق حساء الخفافيش مدينة ووهان بدولة الصين التي تفتخر بنقش عبارة صنع في الصين على كل شيء تصدره إلا انها لم ترحب بهذا المولود الجديد وبالتالي لم تٌنقش عليه عبارتها الخالدة هذه وأيضا لم يقيموا الولائم كما هو معتاد في هذه المناسبات بل اعطوه فقط اسم مستعار كوفيد19، ولك ان تعلم ان كل مولود يترك رحم امه يبكي خوفا اما كوفيد19 هذا فابكي العالم بأسره قبل هذا التاريخ على الأرجح انك لم تسمع من قبل بلفظة كورونا التي تترجم التاجي او المتوج وهي كلمة يبدو انها لم تكن صدفة او عبثية انها تصف المولود الجديد كوفيد19 , ولما كانت العادة ان يتم تتويج الملوك عندما يبلغون من العمر ردحا إلا ان هذا لم يكن الحال مع الرضيع كوفيد 19 أنه المحظوظ الذي ولد ملكا متوج وهو في مهده ففرض نفسه ملكا ليس للصينين وحدهم بل للعالم كله وبالرغم من انه يبلغ من العمر عدة شهور فقط إلا انه تعلم العدالة وهو في مهده وسن وشرع قوانينه الخاصة به والتي فرضها و املاها على العالم باسره وهذه اهم قوانين عدالته: - الأخ كوفيد19 الذي لازال يرتدي حفاضة الاطفال شأنه شأن أي رضيع فرض نفسه ملكا على العالم كله فغزا واحتل جميع القارات والدول والبلاد القوية منها والضعيفة وهو لايزال رضيعا بدون اسنان حتى انه في الحقيقة ألغى مفهوم البلاد والدول وصار هو الملك المتوج للكوكب كله ولم يميز بلد عن الأخر او لم يحتل بلد ويترك الأخر انه عادل كفاية وهذه هي عدالة كورونا التي شهد بها العالم كله. - الرضيع المتوج كوفيد19 والذي يبلغ وزنه لا شيء تقريبا حكم على سبعة مليار شخص بالحبس الانفرادي شمال وجنوبا شرقا او غربا فالجميع عنده سواء لا تنسوا انه عادل انه الرضيع الخارق الذي فرض كلمته على الجميع واوجد لنفسه مكانا في العالم اجمع وسجن البشر كما لم يفعل أي ملك اخر في الحقيقة لقد حول لنا الكوكب إلى سجن ضخم وبغيض حبس به العالم كله بدون تمييز انها عدالته ولكل ملك قوانينه وشرائعه. - وما ان صار هذا الطفل متوجا وملكا حتى فرض وأوجد للبشر جميعا زيا موحدً اجباريً فصارت موضة هذا العام هي الكمامة والقفازات انها أفضل الملابس على الاطلاق وأكثرها اناقة هذا العام شئت ام ابيت اتفقت او اختلفت انها العدالة لقد عدل ووحد بين ملابس الفقير والغني صار الملبس موحد واجباري انها قوانينه لا تنسى انه الحاكم العادل حتى الان. - انه ذلك المتوج الذي ازاح ترامب وبوتين وكافة سلاطين الأرض فقد صار هو حاكما لهم وملكا على بلادهم واخضع تحت حكمه كافة رؤساء الدول والبلدان ليكسر غطرسة وغرور المتعجرف منهم ويعلمهم العدالة انه وٌحد ملكه على الدول الفقيرة والغنية النووية والمنزوعة السلاح كل الدول عنده سواء فالجميع امامه سواسية وبدون تميز انها عدالة كورنا. - الملك الطفل وحد كذلك العطور والروائح وفرض عطرا موحدً للكوكب فالغني الذي يملك عطرا معبقً استيراد الخارج هذه قيمته صار يستخدم الكحول المطهر، كذلك الفقير الذي لم يمتلك عطرا اصيلا طيلة حياته صار عطره الكحول هو الاخر متساويا مع الغني فالكحول اجباري وللجميع انه العطر الذي فرضته علينا عدالة كورونا لكيلا يشعر الغني بتميزه ولا الفقير بعوزه. - جاءت عدالة كورونا وهو الملك الذي لم يقوى على ان يحبو حتى لينتقم من الانسان لصالح كوكب الأرض التي خربها البشر على مر العصور كما لم يفعل أي كائن اخر فأصلح لها ثقب الأوزون وعبق لها الجو ونقى لها البحار والمحيطات حتى سمائها صارت بلا تلوث بعد توقف المصانع والطائرات انها صارت تتنفس الان وتحسنت رئتيها والسر يكمن في عدالة كورونا الذي صار للأرض شافيا، ولعل صدق قائل حين قال ان كورونا هو ترياق للكوكب ونقاهة للأرض العجوز التي تمرد عليها أبنائها وصاروا كالولد العاق الذي وجب تأديبه وان يعرف حدوده ويحترم امه ولم يكن يرتدع لولا عدالة كورونا. - عدالة كورونا جلعت العالم كله يدفع حساب وجبة حساء الخفافيش هذه، انها أغلي وجبه عرفها التاريخ على مر العصور فثمنها مئات المليارات من الدولارات لأننا اكلنا ما لا يٌأكل انها عدالة كورونا التي علمت العالم كله النظافة والادب. أخيرا الملك الطفل المتوج سوف يقتل في خلال شهور او أسابيع فسوف يرسل لنا الله جل شانه نجاته وخلاصه هكذا اعتدنا منه وعليه دائما توكلنا، أما عن عدالة كورونا فسوف تعيش أكثر من كورونا نفسه انه الملك الذي سمح له الله بالملك وبالظهور مؤقتا لحكمة يعلمها الله او لدرس يتقنه البشر والعالم كله علهم يتقون الله جل شانه ويعرفون حجمهم وإلا سوف يولد لنا يوما ما حفيدً او ابنً للملك الطفل ونقرأ يوما ما كلمة كوفيد20 او كوفيد21.