الدكتور عمرو عبد العزيز يكتب: الالتهابات المهبلية المتكررة

الأحد 31 مايو, 2020

معاناة مستمرة مع كثيرات؛ عنوانها الالتهابات المهبلية؛ التي تصيب الآنسات والسيدات المتزوجات؛ الحامل وغير الحامل؛ وهى شيء مزعج بالضرورة، خاصة لو كانت متكررة ولا تختفي سريعا. بداية؛ فالالتهابات المهبلية لها أسبابها الكثيرة والمتعددة، الإفرازات المهبلية الطبيعية وهي شفافة بدون رائحة أو لون أو صبغة، لا يصاحبها هرش أو حكة، وترتبط غالبا بفترة التبويض. وإذا تحول لون هذه الإفرازات إلى البني أو الأبيض أو الأصفر، فهذه علامة على حملها لميكروب يستلزم العلاج إما عن طريق أقراص فموية؛ أو تشطيف؛ أو لبوس أو كريم؛ بحسب النوع، لكن ما هى أعراض الإلتهابات المهبلية المتكررة؟ عادة ما تتضمن علامات الإلتهاب المهبلي؛ وجود تغيّر في لون الإفرازات المهبلية ورائحتها وكميتها وطبيعتها، مع الإحساس بتهيّج حاد وحكة شديدة في منطقة المهبل والحوض، بخلاف المعاناة من ألم أثناء عملية الجماع، وتكرار الشعور بالألم خلال عملية التبول، بجانب النزيف المهبلي الخفيف. هنا؛ من الضروري عند التوجه للطبيب أن تصف المرأة شكل الإفرازات المهبلية بكل ما يصاحبها من مظاهر، لأنه وبناء علي ما تقدمه من شكوى داعمة لعملية الفحص الأولي والتشخيص، يكون العلاج الأنسب. وغالبا ما تكون الإلتهابات المهبلية لدى السيدات مقترنة بإلتهابات مجاري البول؛ لذا؛ يكون الطبيب المعالج بكفاءة مدركا لطريقة العلاج المزدوج المخلص من الشكويين معا، وعليه فإن تحليل البول إذا وجدت به أملاح أو مدة أو صديد؛ فإنه بالضرورة سبب رئيسي فى الإلتهابات المهبلية، والعكس؛ فالسيدة التى تعاني من الالتهابات المهبلية من الوارد إصابتها بإلتهابات أو صديد في مجاري البول. وعلينا أن ندرك حقيقة؛ أن علاج الإلتهابات يستدعى الاستماع إلى التاريخ المرضي للسيدة خصوصا فى هذه الجزئية، مع طلب تحليل بول ومعالجة الإثنين معا، الإلتهاب المهبلي ومجرى البول، ولتكن ثقة المريضة فى الطبيب المعالج كبيرة لأنها مسألة تحدد كثيرا من دقة أسلوب ونتائج العلاج. ومن ناحيتنا؛ ننصح لتجنّب الإصابة بالإلتهابات المهبلية المتكررة؛ تجنب المواد غير المناسبة خلال غسل المنطقة الحساسة، وتجفيف المنطقة جيداً بعد الإستحمام لمنع تهيجها، مع اختيار الملابس الداخلية القطنية وتغييرها بشكل دائم لحماية المنطقة الحساسة من الرطوبة كبيئة مناسبة لنمو البكتيريا والجراثيم، والتوجه للطبيب المعالج في حالة وجود أية مشكلة. تبقى مسألة مهمة توضع بعين الاعتبار؛ وهى أن المعلومة الطبية لا يؤخذ بها دون تشخيص؛ بل هى للمعرفة ورفع الوعي والوقاية، لكنها لا تغني عن زيارة الطبيب، كما أن المعلومات الطبية تستقى من مدارس مختلفة ولا يقاس معها على تعدد وتنوع حالات التشخيص والعلاج، فكل مريض حالة مستقلة بذاتها تحددها عملية الفحص الطبي والعلاج. *الكاتب استشاري أمراض النساء والولادة.. مقدم برنامج دكتور العيلة