إعلام الفتنة .. في وقف كورونا !!!
رغم كل ما سببته جائحة كورونا من أزمات في العالم أجمع، إلا أن من إيجابياتها أنها أعطت الفرصة للإنسان للوقوف مع النفس في الكثير من المواقف للتأمل في قدرة الله التي جعلته وهو يطغى على الأرض يشعر أن قدرة الخالق أقوى منه وأن فيروس بهذا الحجم المتناهي في الصغر، يمكنه أن يغير من سلوكيات وإقتصاد العالم بأسره. ما أريد أن أذكره هنا هو كيفية إستغلال الإنسان لهذا التوقف لإستعادة الوقفة مع النفس في السلوك وأسلوب العمل، لأن الوقت المتاح أصبح طويلا في فترات الجلوس بالمنزل والتي تتيح الفرصة لإصلاح الأوضاع الخاطئة وتطوير أسلوب العمل ووضع إستراتيجيات تقضي على السلبيات، وما أكثرها في مجال الرياضة وأخص بالذكر كرة القدم التي نعاني في الأوقات المعتادة من أزماتها ومشاكلها. فمثلا الكل يعرف تماما الأمراض المزمنة للكرة المصرية، وما تعانيه بسبب قصور اللوائح وظهور العديد من الأزمات في مسابقاتها. فلو كان النشاط مستمرا لما فكر أحد في كل تلك الأمور ولو كانت المباريات تسير في الوقت الحالي لما إرتفع صوت فوق صوت الموقعة الأفريقية العاتية بين الأهلي والزمالك والرجاء والوداد، ومسيرة الأهلي والزمالك في الدوري وطريق منتخب مصر في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2021 وكأس العالم 2011، وبالطبع كانت الآذان ستصم عن سماع أي فكر تطويري أمام مسيرة المباريات بلا هوادة. كان في الإمكان أن يقف المسؤولون على أسلوب يطور مسابقة الدوري ويجعلها تضاهي ما يجري في العالم الآن من إحترافية كبيرة في كل مجالات اللعبة، وأن يفكر الجميع في رابطة الأندية التي تدير الدوري بأسلوب أكثر إحترافية، وأن يضع المتخصصين حلا لإبتعاد مصر عن المنافسة الحقيقية على بطولات أفريقيا للناشئين والشباب وغياب المواهب من تلك المراحل السنية. كان هناك متسعا من الوقت لوضع برامج دقيقة للإرتقاء بالتحكيم الذي أصبح الصداع المزمن كل موسم ويمثل 90% من أحاديث الجماهير. ولن أخجل من إنتقاد الإعلام الذي أمتهنه لأن دوره في هذا الموقف تنويري وعليه إلقاء الضوء على تلك النقاط السلبية للمسؤولين حتى يبدأوا العمل على حلها، ولكن ماذا فعل الإعلام؟؟ للأسف قام بنفس دور منتجي الأفلام التجارية التي يسعى المنتجين من خلالها الحصول على أكبر عائد مادي دون مادة علمية أو إجتماعية تفيد المجتمع وتؤثر في وجدانه وتضع أطفاله على الطريق لتعلم المبادئ الصحيحة. إنظروا إلى الإعلام الرياضي في تلك الفترة الحرجة التي كان يجب عليه خلالها أن يقضي على التعصب الذي إجتاح الشارع الكروي في السنوات الأخيرة ، وإذا به يلقي كرات من اللهب في حوارات لاعبين إعتزلوا منذ سنوات. الكل يبغي الإثارة على حساب المحتوى ، وينقل ما يجلب المشاهدة المكثفة عن طريق السوشيال ميديا حتى ولو على حساب إتزان المجتمع وبناء فكره. فماذا يفيد مثلا الآن من ذكر نجم كبير عن قصة إنتقاله من الزمالك للأهلي وآخر من الأهلي للزمالك بعد أكثر من ثلاثين سنة، وماذا يفيد من المتاجرة بالإنتماء الآن وما يذكره كل لاعب في حواره من أنه تلقى عرضا من المنافس وهو في أوج تألقه ولكنه رفض من أجل الحب والإنتماء بينما كلنا يعلم كيف يحول أغلب هؤلاء مسارهم إذا وجدوا جنيها واحدا أكثر في مكان آخر. أنه التلاعب بمشاعر وعقول المشاهدين من أجل رفع نسبة المشاهدة، أما المجتمع وإستقراره وتوازنه وبنائه الصحيح .. فإلى الجحيم !!! adwar10@hotmail.com