ماذا يحتاج اطباء مصر

الخميس 14 مايو, 2020

بكثير من مشاعر الفخر و الأمتنان و التقديرالممزوجة بمشاعر الحزن و الخوف اتحدث عن زملائى و اصدقائى من الأطباء تلك الفئة الهامة من الشعب التى طالما افتخر بالأنضمام اليها منذ التحاقي بكلية طب القصر العينى و الذى دائما ما اقول عنه  انه “قلعة  الطب في الشرق الأوسط” و حتى تعييني فى قسم الطب الشرعى و السموم الأكلينيكية هذا القسم الذى ادين اليه بكثير من الفضل فيما وصلت اليه من نجاح و توفيق بعد فضل الله سبحانه و تعالى و فضل اهلى و الحقيقة ان انتمائى الى الأطباء يجعلنى دائما افكر فى احتياجاتهم و اوجاعهم و خاصة فى هذه الفترة الدقيقة  التى  تعيشها مصر بل يعيشها العالم كله فالأطقم الطبية  فى شتى بقاع العالم تسطر بحروف من نور ملحمة وطنية وانسانية لا تقل فى بطولاتها و قصصها الصعبة وتحدياتها عن بطولات الجنود فى ارض المعركة للدفاع عن الوطن والحقيقة ان الأطباء يحموا الكرة الأرضية كلها من فيروس شرس مستجد المعروف بفيروس كورونا المستجد و الحقيقة ان هذا الفيروس قد اصاب الملايين فى شتى بقاع الأرض و فتك للأسف الشديد بمئات الألاف من الضحايا و فى مصر يمثل الأطباء خط الدفاع الأول للدفاع عن الوطن ضد هذا العدو المجهول الذى نعرف عنه معلومة جديدة كل يوم و من ثم تحتاج الأطقم الطبية اكثر ما تحتاج الى توفير اقصى قدر من الحماية سواء بسبل الوقاية الطبية المتعارف عليها عالميا مثل الماسكات و الجوانتيات و الملابس والأحذية الواقية فى مختلف المستشفيات و فى مختلف التخصصات وكذلك بعمل مسحات دورية للأطقم الطبية لأكتشاف الحالات الأيجابية بين كل فترة و اخرى كما تحتاج الأطقم الطبية الى الدعم المعنوى و كذلك المادى فالطبيب  فى هذه الفترة العصيبة يتعرض لضغط نفسى بين القيام بواجبه الذى اقسم عليه و بين خوفه على  اسرته  فيجب على الشعب ان يشعر بقيمة التضحيات التى يقوم بها الطبيب المصرى ولا يكون ذلك فقط بالاغانى و الشعارات و لكن عن طريق حسن التعامل مع الأطباء و البعد كل البعد عن التنمر الذى قد يمارسه البعض عن جهل و قلة وعى و كذلك  يحتاج الطبيب الى  التقدير المادى لان الطبيب اثناء القيام بدوره معرض للأصابة بهذا الفيروس اللعين  و قد تودى بحياته و الأحصائيات العالمية تشير الى اصابة نسبة كبيرة من الأطقم الطبية على مستوى العالم  وفى مصر اصيب الى الأن حوالى اكثرمن  مائة طبيب و استشهد حوالى ستة اطباء كما اتمنى ان يعامل الشهداء من الاطباء كمعاملة الشهداء من الجيش و الشرطة  و كذلك يحتاج الأطباء الى نشر الوعى بين طبقات الشعب المختلفة خاصة المستهترة و اتخاذ القرارات الصارمة لمنع تفشى الفيروس  لتقليل عدد الأصابات  وبالتالى تقليل الأحمال على الأطقم الطبية و المستشفيات حتى لا تنهار المنظومة الصحية و انا و ان كنت اعلم جيدا مدى حرص القيادة السياسية على دعم الأطقم الطبية فى مصر و لكن الأطقم الطبية فى ظل الظروف الحالية وازدياد عدد الأصابات  اصبحت فى حاجة ملحة الى مزيد من الاهتمام و الرعاية و فى النهاية لا يسعنى الا الدعاء فى هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم ان تزول عنا الغمة فى اسرع وقت و ان يحفط الله سبحانه و تعالى اطقمنا الطبية من كل مكروه و ان يكلل مجهوداتهم بالنجاح و التوفيق و للحديث بقية ان شاء الله