دور المسنين :الخطر الداهم
تابعت بقلق شديد الانباء الواردة من الولايات المتحدة عن حالات وفاة جماعية جراء انتشار فيروس الكورونا داخل دور المسنين و التي بلغت ٢٠ ٪ من حالات الوفاة الإجمالية هناك. هذة الاخبار تعد ناقوس الخطر الذي علينا أخذة بجدية حتي لا نفيق علي كارثة مماثلة. كبار السن في دور المسنين هم الأكثر عرضة بين كل فئتهم للمرض كونهم يعتمدون علي اخرين في حياتهم اليومية من مأكل و مشرب و عناية شخصية، كما أن رعاتهم هم غالبا من الشباب الذين يأتون من مناطق مزدحمة بالسكان و قد لا يظهر عليهم المرض قبل أن يكونوا قد نشروة بالفعل بين النزلاء. هذا بالإضافة للحياة الجمعية التي يعيشها كبار السن في الدور و التي بها مساحات مشتركة للكبار. الأمر الاخر يتمثل في غياب الإشراف الطبي و التدريب و الامكانيات الذي تتمتع بة المستشفيات و غيرها من المنشآت الطبية مما يجعل فرص انتشار الفيروس عالية الحقيقة اننا و نحن في اوج اهتمامنا بالمنظومة الصحية قد نغفل دور المسنين و التي تعد بمثابة كعب اخيل في مجتمعنا في هذة الظروف. اتمني من وزارة الصحة الانتباه لهذا الخطر و توفير التدريب اللازم للعاملين فيها و المستلزمات و علي وزارة التضامن الإشراف على تنفيذ وسائل الحماية للنزلاء و الرعاة معا. اما عن عائلات النزلاء فاذا كان بالإمكان توفير محل سكن بديل و مؤقت لكبار السن علي ان يكون هناك من يقضي متطلباتة فهذا قطعا افضل الحلول اما اذا لم يكن بالامكان فالأفضل تقليل الزيارات و حصرها في فرد واحد و التأكد من وعي الكبار و إدارة الدار بالخطر و كيفية التعامل معه. الأمر خطير و الفيروس قادر على الانتشار في الدور كالنار في الهشيم، و من فضل الله علينا اننا لدينا الوقت للانتباة لهذا الخطر المحدق و التعامل معه قبل لا قدر الله أن يقع المحظور. د. أميرة جميل الطلياوي استشاري طب المسنين و علوم الأعمار