الأعمال الدرامية التى تناولتها الشاشة الصغيرة أو الكبيرة سواءا كانت من الواقع أو الخيال هى جزء بسيط من بلايين القصص الدرامية المثيرة فى الحياة والتى لم تصل الأعمال الفنية اليها ، والرسائل الربانية التى أنهت هذه القصص لم تكن دروسا كافية عند كثير من البشر ، وتجدهم يكررون نفس الأحداث بنفس الأخطاء ربما اعتقادا منهم بأن النهايات ستكون مختلفة ، ولكن رب الكون العادل يقتص من القوى الذى ظلم الضعيف ومن الشرير الذى استولى على حقوق الغير ، وهكذا يرينا الله أياته فى البشر بصفة مستمرة .
كنت أعتقد أن جائحة كورونا هذا الفيروس الذى أسكن البشر فى بيوتهم وجعلهم خائفين يترقبون مجهول قادم سيعيد الرشد لأصحاب العقول ويتذكرون قدرة الله عليهم ، وتنتهى نظرتهم المادية فى الحياة الفانية الى التعامل بصفات المحبة والتراحم والانسانية الجميلة التى حثنا عليها ديننا الحنيف ، ولكن للأسف النفوس الشريرة البائسة مازالت كما هى لم تحرك لمشاعرها ساكننا لموعظة الموت والمرض ومعاناة الناس وحاجة الفقراء والبسطاء .
يعتقد البعض أن الشياطين هى التى تدفع البشر للشر ، وعندما تقيد فى شهر رمضان سينتهى الحقد والجشع والأعمال الشيطانية ، ليعم الخير والتراحم بين العباد ، ثم يتحيرون من أفعال شريرة مازالت تتملك بشرا صائمين ومصلين وكأن شياطينهم لم تغلل بعد ، وهذا مغهوم خاطىء لأن النفس البشرية هى مكمن الشر ، وحب الشر ليس له علاقة بالشيطان الذى يوسوس فقط للانسان ، أما النفس فتدفعه دفعا لارتكاب كل ما يخالف شرع الله ، وهى تسيطر على حواس الانسان فيعمى عن الحقيقة ، وتصم أذانه فلا يستمع الا لنفسه مهما كانت نصائح الحق تلاحقه ، وتدفع اللسان الى النميمة والموبقات والشتائم والخوض فى الأعراض ، و تدفع اليد للبطش والسرقة ، وتحرك الأرجل الى مناطق اللهو والفتنة .
أهل الخير بنفوسهم المطمئنة ينعمون براحة البال فى الدنيا ونعيم الأخرة ، وأهل الحقد بنفوسهم الشريرة يعيشون حياة بلا سكينة ونهايتهم النار .
رمضان كريم