ايمن الشندويلى يكتب دراما الحياة
الأعمال الدرامية التى تناولتها الشاشة الصغيرة أو الكبيرة سواءا كانت من الواقع أو الخيال هى جزء بسيط من بلايين القصص الدرامية المثيرة فى الحياة والتى لم تصل الأعمال الفنية اليها ، والرسائل الربانية التى أنهت هذه القصص لم تكن دروسا كافية عند كثير من البشر ، وتجدهم يكررون نفس الأحداث بنفس الأخطاء ربما اعتقادا منهم بأن النهايات ستكون مختلفة ، ولكن رب الكون العادل يقتص من القوى الذى ظلم الضعيف ومن الشرير الذى استولى على حقوق الغير ، وهكذا يرينا الله أياته فى البشر بصفة مستمرة . كنت أعتقد أن جائحة كورونا هذا الفيروس الذى أسكن البشر فى بيوتهم وجعلهم خائفين يترقبون مجهول قادم سيعيد الرشد لأصحاب العقول ويتذكرون قدرة الله عليهم ، وتنتهى نظرتهم المادية فى الحياة الفانية الى التعامل بصفات المحبة والتراحم والانسانية الجميلة التى حثنا عليها ديننا الحنيف ، ولكن للأسف النفوس الشريرة البائسة مازالت كما هى لم تحرك لمشاعرها ساكننا لموعظة الموت والمرض ومعاناة الناس وحاجة الفقراء والبسطاء . يعتقد البعض أن الشياطين هى التى تدفع البشر للشر ، وعندما تقيد فى شهر رمضان سينتهى الحقد والجشع والأعمال الشيطانية ، ليعم الخير والتراحم بين العباد ، ثم يتحيرون من أفعال شريرة مازالت تتملك بشرا صائمين ومصلين وكأن شياطينهم لم تغلل بعد ، وهذا مغهوم خاطىء لأن النفس البشرية هى مكمن الشر ، وحب الشر ليس له علاقة بالشيطان الذى يوسوس فقط للانسان ، أما النفس فتدفعه دفعا لارتكاب كل ما يخالف شرع الله ، وهى تسيطر على حواس الانسان فيعمى عن الحقيقة ، وتصم أذانه فلا يستمع الا لنفسه مهما كانت نصائح الحق تلاحقه ، وتدفع اللسان الى النميمة والموبقات والشتائم والخوض فى الأعراض ، و تدفع اليد للبطش والسرقة ، وتحرك الأرجل الى مناطق اللهو والفتنة . أهل الخير بنفوسهم المطمئنة ينعمون براحة البال فى الدنيا ونعيم الأخرة ، وأهل الحقد بنفوسهم الشريرة يعيشون حياة بلا سكينة ونهايتهم النار . رمضان كريم