الشنطة المدحرجة
يقال أن للسفر سبع فوائد قد تكون مجرد مقوله صحيحة او خاطئة العبرة بمن عايشها . اسمحوا لي أن أشبه السفر بالقمار وتحديد السفر للعمل والذي نسميه (الغربة ) الغربة عن الاهل والوطن ، فقد يكون ناجحاً يصل المسافر فيه لهدفه ويكسب ويحقق الربح ويجهز الشقة والشبكة ويتزوج . ولكن قد يتساءل البعض ما علاقة السفر او الغربة بالقمار ... المقامر عادة يرمي ورق اللعب أو الزهر ليكسب ولكن عادة قد يكسب مرة ويخسر الف مرة ليس لها قاعدة فهي حظ ولكن القمار في النهاية إدمان ويدور سؤال أخر ما علاقة هذا كله بالعنوان (الشنطة المدحرجة ) سأحكي لكم عن واقعة شخصية حدثت لي منذ أكثر 25 سنة سافرت لأحدي الدول العربية كأي شاب حديث التخرج يرغب في تكوين نفسه ومستقبله ويتزوج وكان الهدف سنة /سنتين /خمس سنوات بالكثير ولكن استمر السفر لأكثر من 25 سنة .. ألم اقل لكم قمار ؟!! ولكن حدث أمر غريب في أول يوم لوصولي المطار فقد كان في استقبالي الوالد والوالدة بالمطار وكنت مسرورا جداً ولكن بداخلي الكثير من القلق و الضيق ولا اعرف لماذا ، حملت الحقيبة على العربة داخل المطار وعند نزولنا بالسلم الكهربائي واذا بالسلم يتحرك وتدحرج الشنطة على درجات السلم لأكثر من عشرين الى ثلاثين تقلب وتنكسر وينثر كل ما فيها حتي أنه كان بداخلها زجاج عطر من نوعية مميزة وقد تكسرت هي الأخرى وتمتليء ساحة المطار برائحة العطر . وقمت حينها بلملمة أغراضي ولكن احسست وقتها بضيق بصدري هل ما حدث هي إشارة او علامة لشئ .. لرحلة غربة شاقة مليئة بالدحرجة والتقلبات حينها لم أدرك ذلك ... ولكن ما حدث بالفعل خلال الخمسة وعشرون سنة يشبه تماما ما حدث للشنطة فقد كانت حياة طول هذه المدة مليئة بالتقلبات والتغيرات السلبية من المشقة و التعب والغربة ولكن دعوني اقف هنا هل هذه كانت رسالة من الشنطة المدحرجة ان الحياة ستكون صعبة وكلها تقلبات ومشقة . ولكن من منا يستوعب أو يفهم هذه الرسالة التي قد تأتيه أحياناً للتنبيه أو التحديز حتي و إن كانت من الشنطة المدحرجة .