الصوت العالي لا يصلح مع الفيفا
أتعجب من إدارات الأندية المصرية التي لا تستطيع ونحن في عام 2020 أن تجاري ما يحدث في العالم الآن من تطور في علاقات اللاعبين بأنديتهم، وتطور التعاقدات وبنودها والإلمام بها، وأخص بالذكر ما حدث ويحدث للزمالك خلال العامين الماضيين من تحمل غرامات عديدة بسبب عدم الإلمام باللوائح وعدم تطبيق تلك القوانين الدولية وآخرها الحكم بفسخ عقد النجاز وتغريم نادي الزمالك مليون وربع المليون دولار أي ما يوازي 21 مليون جنيه مصري، وحرمان الزمالك من القيد لثلاث فترات إنتقالية بعد أن تم تغريمه بأكثر من نصف مليون يورو بسبب قضية رحيل شيكابالا سابقا من ناديه السابق سبورتنج لشبونة وقبلها جروس المدير الفني. والحقيقة أن العقوبات الكثيرة الموقعة على الأندية المصرية من جانب الفيفا أساءت كثيرا للكرة المصرية، ومن بينها العقوبة التي وقعت على الإسماعيلي في موسم 2014-2015 بخصم 6 نقاط من رصيده بسبب عدم سداد مستحقات وكيل أعمال اللاعب النيجيرى جون أويري وقتها، ثم العقوبات المتكررة على الزمالك بداية من جونيور أجوجو ومرورا بإندومو ومحمد إبراهيم وشيكابالا وغيرهم وهي الأمور التي ضاعفت من العقوبة الأخيرة في قضية حمدى النجاز. والحقيقة أن العقوبة الأخيرة أكدت مرة أخرى ان ما يجري في ساحة الكرة المصرية من الصوت العالي وتكرار الخروج عن النص إعتقادا أن هذا الأسلوب يصلح على المستوى الدولي غير مجدي على المستوى الدولي الذي لا يعترف سوى باللوائح والقوانين والتي للأسف لا يعرفها أغلب المسئولين في الرياضة المصرية. والأمر الذي ضاعف عقوبة الزمالك هو الشعور الداخلي لدى إدارته أنهم فوق القانون ، وأن ما يحدث داخل مصر من إختراق للوائح يمكن أن يحدث دوليا، وهو الأمر الذي إنتقل إلى جماهير الزمالك الذين إعتقدوا أن ناديهم يمكنه أن يحصل على حقوقه بهذا النوع من السلوك. وقد شاهدت الكثير من جماهير الزمالك مثلا على ثقة من إعادة مباراة القمة الأخيرة التي إنسحب منها الزمالك عمدا بالرغم من المحاولات للتحايل على الموقف من أجل إثبات أن عدم حضور المباراة جاء لأسباب قهرية، بعدم الوصول للملعب في وقت المباراة وظهور تلك المسرحية الهزلية التي أكدتها كل أطراف القضية من سائق إلى شركة النقل، ثم الأمن الذي فتح الطريق لوصول أتوبيس اللاعبين في موعده وفي النهاية دفع الزمالك أخطاء إدارته وخسر المباراة صفر-2 وفقد 3 نقاط أخرى ليصبح مجموع ما فقده 6 نقاط بجانب المظهر السئ الذي ظهر به النادي في تلك القضية التي ظهرت للعالم. وظهر الموقف صورة مكررة لما حدث في واقعة مباراة المقاصة منذ 3 مواسم. هل آن الأوان لتستفيد من تلك الأخطاء المتكررة وأن نعي جيدا ان هناك شيء يسمى اللوائح والقوانين هي التي تحكم علاقة الأندية باللاعبين، وتحكم الأندية بالإتحاد المحلي وأيضا بالإتحاد الدولي؟؟. هل آن الأوان انتخلص من الإعتقاد الدائم بأن الأزمات يمكن أن تحل بعيدا عن اللوائح بجلسات العرب ؟؟. هل آن الأوان لنضع لوائح صارمة تطبق على الجميع كبير وصغير، ويحترمها الجميع، هذا ما طالبت به مرارا دون جدوى !!. adwar10@hotmail.com