زمالك كارتيرون كلاكيت ثالث مرة

الأحد 8 مارس, 2020

 جرى عرف كرة القدم أن المباريات الكبري تحسمها الفرق بالنتيجة وليس بالأداء، هكذا فكر باتريس كارتيرون المدير الفني لنادي الزمالك منذ تولى مهمة تدريب الفريق وهو مقبل على شهر صعب تتخلله مباريات فاصلة تحسم بطولات، فكر هكذا عندما بدأ المسيرة يوم 14 فبراير الماضي عندما حسم السوبر الأفريقي على حساب الترجي، ثم واصل نظريته بحسم السوبر المصري أمام الأهلي وأخيرا وفي كلاكيت ثالث مرة حسم موقعة عاتية أمام الترجي حامل اللقب لموسمين متتاليتين ليتجاوز من خلاله دور الثمانية إلى المربع الذهبي لأقوى الألقاب الأفريقية. 
 كارتيرون لم يفكر للحظة أن يظهر الوجه الجمالي للزمالك في مباراة عصبية امام أكثر من 60 متفرج وفكر فقط في النتيجة. 
 إذا أردت أن تمسك بشخص سريع محاصر داخل منزلك فقد تكون قد فقدت الفرصة في ملاحقته إذا جعلتها معركة سرعة، ولكنك إذا إنتظرته عند باب الخروج فبذلك تكون قد تركته يبذل كل الجهد وستكون أنت في حالة بدنية جيدة للإمساك به عند الباب. 
 هكذا فكر كارتيرون، فلو فكر في مجاراة الترجي ربما لن تسعف لاعبيه اللياقة لمواصلة الضغط على المنافس. الزمالك أكد نظرية أن المباريات الحاسمة تكسب ولا تلعب ، وهكذا رتب أوراقه ليحقق الإنتصار على الترجي دون النظر للأداء الجمالي.
 تمكن الزمالك أيضا من التحكم في إيقاع المباراة من البداية للنهاية، وتلك الصفة من خصال الفرق الكبرى، وترك الترجي يلهث بالكرة وإنتظره بترسانة دفاعية على مشارف المرمى. 
 إمتلك الترجي الكرة بنسبة إستحواذ 59%، إلا أنه لم يصل للمرمى بخلاف الهدف سوى مرة واحدة من تسديدة الليبي حمدو الهوني التي تصدى لها ببراعة أبو جبل وبها أعتبره نجم المباراة الأول لأنها كانت كفيلة بخروج الزمالك. 
 قبل فبراير الأبيض كان دفاع الزمالك يمثل نقطة الضعف الرئيسية وكانت الثغرة بين الوسط والدفاع سببا في خسارة العديد من المباريات وجاءت الطفرة الكبرى التي تحققت للزمالك منذ بداية فبراير ترجع في المقام الأول للتطور الكبير في المنظومة الدفاعية، إنظروا كيف تطور أداء محمود علاء دفاعيا عندما ركز على وظيفته الدفاعية، وكيف وصل الونش إلى أفضل مستوى منذ إرتدى قميص الزمالك.
وكالعادة كان دور طارق حامد وساسي رائعا في إحداث العمق الدفاعي أمام خط الظهر والتغطية على نقطة الضعف الأساسية في جبهة حازم اليمنى أمام حمدو الهوني أفضل لاعبي الترجي. 
 المشكلة الأبرز للزمالك في المباراة كانت تراجع الثلاثي زيزو وأوباما وبنشرقي لأداء الأدوار الدفاعية مما خلق عزلة تامة بين مصطفى محمد وبديله كاسونجو وباقي الفريق فلم تظهر أي خطورة للزمالك سوى بتسديدة بنشرقي 
 بصعود الزمالك للدور قبل النهائي تتواصل إنجازات الأبيض بعد الفوز بالسوبر الأفريقي ثم السوبر المصري ثم التأهل للمربع الذهبي لدوري الأبطال وإقصاء الترجي حامل اللقب لعامين متتاليين. وأصبح كارتيرون محترفا في حسم المباريات الفاصلة وأستاذا في التعامل مع الخصوم.

adwar10@hotmail.com