"مشرفا موناكو الإسكندرية ": المعرض يعيد كتابة تاريخ الفنون بصورة شاملة
الخميس 31-03-2022
11:33 ص
يواصل معرض موناكو الإسكندرية المقام حاليا في متحف موناكو الوطني الجديد فعالياته في إطار الإحتفاء بتاريخ الإسكندرية وموناكو، بإعتبارهما المدينتين الرئيسيتين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، يضم المعرض أشكالًا من الفن السكندري الحديث لم يسبق عرضها من قبل خارج مصر ويستمر حتي حلول شهر مايو المقبل .يضم المعرض أعمالا مستلهمة لكل من إنجي أفلاطون، عبد الهادي الجزار، جورج حنين، فؤاد كامل، أنطوان مالياراكيس، منصور، محمد ناجي، محمود سعيد، وائل شوقي، كامل التلمساني، أدهم وانلي، سيف وانلي، ورمسيس يونان ، كليا بدارو، وغيرهم.
يشرف علي المعرض كليا داريدان القيمة الفنية في مجتمع جميل ومراد مونتازامي القيم الفني لمعرض موناكو – الإسكندرية ،
في البداية أكدت كليا داريدان أن مجتمع جميل كمؤسسة من المنطقة ذات باع طويل في دعم المبادرات الثقافية والبحثية في مصر، تفخر بالمشاركة في هذا المسعى التنظيمي، بقيادة متحف موناكو الوطني الجديد، لاستكشاف الحداثة والتجربة السريالية في أكثر كتابة شاملة لتاريخ الفنون، بهدف المساهمة في إعادة هيكلة تجربة الفن الطليعي بمنطقة البحر المتوسط. وبمزيد من التفاصيل، فقد تم إنتاج المائدة المستديرة الأولى للبرنامج العام بالاشتراك مع رابطة ملتقيات موناكو الفلسفية لإستضافة قيمين فنيين وفلاسفة وفنانين لإستكشاف الحوار الثقافي عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما أن الفهرس المصور يعد معلمًا بحثيًا في حد ذاته، يركز على موناكو والإسكندرية والفضاء الإبداعي لمنطقة المتوسط في مطلع القرن العشرين، ويجمع نصوصا لمؤرخين ونقاد فنون مشهورين عالميا، ويتضمن صورا لمعظم الأعمال المعروضة، مع ملاحظة أن بعضها لم يعرض أبدا من قبل، ناهيك عن العرض خارج مصر.
سألتهما
ما هي حلقة الوصل بين الإسكندرية وموناكو؟ ولماذا لم يقتصر العرض على تقديم أعمال فنية لفنانين من الإسكندرية فقط؟
معرض "موناكو الإسكندرية " أول معرض يكشف النقاب عن شبكات فنية مصرية إيطالية فرنسية في فترة الحرب العالمية الثانية، وتحديدا من خلال عاصمتين عالميتين على البحر المتوسط أو مركزين ثقافيين دوليين ، موناكو والإسكندرية، اللذان يشتركان في سمات مشتركة تتمثل في التطور المبكر لفنون المسرح والباليه والأوبرا، وكذلك في صخب الحياة الليلية وثراء السياحة الفكرية، علاوة على التشابه في التنوع البيئي، وكونهما من المدن المينائية. وبتناوله ظهور السريالية الجنوبية وهو مفهوم أكثر شمولاً وجوهرية ونسوية للسريالية ، يمضي بنا المعرض إلى رحلة تفاعلية تجمع بين اللوحات النادرة والمواد الأرشيفية والأفلام الثرية بمحتواها. ولأن الإسكندرية كانت أبرز نقطة في هذه الحداثة العالمية وملتقى المثقفين ومفترق طرقهم، سيكون من العبث حصر التدفقات الفنية المعروضة على الفن السكندري وحده. فيما يقارب قرن من الزمان، بين منتصف القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، كانت الإسكندرية بمثابة فضاء فسيح، وثيق الصلة بجميع بلدان البحر الأبيض المتوسط وما وراءه. علاوة على ذلك، فإن أحد الالتزامات الرئيسية لـمؤسسة زمان للكتب والتقييم الفني هو الانتقال بالجمهور من الاهتمام بتاريخ الفن من منظور قومي أو تقليدي إلى تاريخ عالمي عابر للحدود.
هل من المتوقع أن تتضمن الفكرة صلة بين موناكو ومدن مصرية وعربية أخرى؟ وما سر حصرها في أعمال الفنانين الراحلين فقط؟
مع إبرازه أوجه التشابه وأصدائها بين موناكو والإسكندرية، يسلط المعرض الضوء أيضا على القاهرة، باعتبارها مدينة ظهور جماعة السريالية والفن والحرية بقيادة جورج حنين، رمسيس يونان، فؤاد كامل، إنجي أفلاطون، وغيرهم . لم تكن هذه الروح الثورية مرتبطة فقط بأوروبا وبقية العالم ولكن بالإسكندرية أيضاً فهي مدينة شبه أجنبية داخل مصر . وكانوا في تضامن وصداقة مع إتيليه الإسكندرية ودعوا شخصياتها الرئيسية محمود سعيد، ، أرتمينيس أنجيلوبولوس، وغيرهم للمشاركة في معارض القاهرة المستقلة للفنون التي نظمتها الجماعة في الفترة بين 1939 و1945 . وعلاوة على ذلك، فإن الفنانين الإيطاليين والأرجنتينيين، مثل ستانيسلاو ليبري وليونور فيني الذين جربوا الحياة في موناكو خلال الحرب العالمية الثانية، وحتى في وقت لاحق في بونا دي مانديارج، عرضوا أعمالهم في صالات عرض في القاهرة مثل إيزيس أو لا بالين خلال الخمسينيات.
هل يمكن للمعرض أن يقوم بجولة في مدن مصرية أخرى بخلاف الإسكندرية خاصة أنه الأول لأعمال بعض كبار الفنانين خارج مصر؟
للأسف، لا توجد خطة في هذه المرحلة للقيام بجولة للمعرض في مصر أو في أي مكان آخر، على الرغم من أن متحف موناكو الوطني الجديد سيرحب جدًا بهذه الفكرة.
لماذا كانت الحداثة والسريالية المعيار الذي اعتمدت عليه في اختيار الأعمال المشاركة؟
لا يركز المعرض على الفنانين السرياليين ولكن أيضًا على الفنانين الذين يمثلون جمالية وروح العاصمة العالمية وروح البحر المتوسط مثل محمود سعيد، كليا بدارو، حامد عبدالله، مارجريت نخلة، وغيرهم .
هل من قاسم مشترك بين الأعمال المختارة للمعرض؟
بالطبع هناك قاسم مشترك بينها، ومن هنا جاءت فكرة المعرض التي تكون العلاقات فيه لانهائية. فقد خصصنا كل قاعة لموضوعات محددة، مثل العواصم العالمية، الكيميرا، إيجيبتومانيا، أو جماعة الفن والحرية، وبالتالي جمعنا الأعمال التي تمثل رجع صدى فيما بينها. وبشكل عام، هناك روابط شبه خفية ولكن هيكلة تجربة البحر الأبيض المتوسط للحداثة تتجسد بقوة في شخصيات الكتاب والشعراء والرسامين ومصممي الديكور والفلاسفة التي تجسد جميعها الرغبة في أن تتحقق بين عوالم متغيرة وعابرة للحدود، بعد صعود القوميات والفاشية. كما يتضمن المعرض حضورا قويا لأعمال البطلات من جميع مناحي الحياة والمهمشات أثناء مشاركتهن الكاملة في هذه الحركة الطليعية المصرية.