كيف خدمت أوروبا الكرة الأفريقية بكورونا!!؟؟
"كورونا" جعلت إنهاء الموسم في مصر والعالم مسألة معقدة حتى يتسنى إنهاء الدوريات المحلية، والبطولات القارية للأندية ثم إرتباطات المنتخبات الوطنية في كل البلدان بتصفيات البطولات القارية وتصفيات المونديال في مواعيدها.
وخلال الساعات الماضية تحرك الإتحاد الأوروبي تحركات إيجابية للغاية من أجل إنهاء الإرتباطات المحلية والدولية في القارة العجوز بشكل كامل حتى لا يكون هناك إجتهاد في تحديد الأبطال المحليين ومن ثم تحديد ممثلي دول أوروبا في البطولات القارية وتوابعها.
والحقيقة أن إقامة كأس الأمم الأوروبية "اليورو" كان سيمنع لا محالة إستكمال المسابقات المحلية في أوروبا مما سيؤدي للإرتكان لوسائل حسم إعتبارية منها إعتبار المتصدرين للدوريات الأوروبية الآن مثل ليفربول في إنجلترا ويوفنتوس في إيطاليا وبرشلونة في أسبانيا وبايرن ميونيخ في ألمانيا أبطالا لمسابقات بلادهم وهو القرار الذي كان يلاقي إعتراضا شديدا وبخاصة في الدوريات التي يبدو فيها فارق النقاط على القمة صغيرا مثل في إيطاليا وأسبانيا، ولكن الإتحاد الأوروبي إتخذ قرارا أراه من وجهة نظري قد خدم الكرة المصرية والأفريقية بشكل عام بشكل غير مباشر لإستكمال مسابقاتها، ولكن كيف؟؟ هذا ما أسوقه في مقالي هذا.
أبرز قرارات الإتحاد الأوروبي هو تأجيل كأس الأمم الأوروبية التي كان مقررا إقامتها خلال الفترة من 12 يونيو إلى 12 يوليو 2020 إلى الفترة من 11 يونيو إلى 11 يوليو 2021 ليكون بذلك قد أنقذ الموسم المحلي في القارة.
فلو أقيمت البطولة القارية في موعدها لكان من المستحيل إنهاء الدوريات الأوروبية ثم من بعدها بطولة دوري الأبطال والدوري الأوروبي، لأن التوقف الجبري نتيجة فيروس كورونا قد يمتد إلى بداية مايو، وهو الأمر الذي يعني إستحالة إستكمال المتبقي من الدوريات المحلية وبطولات الأندية خلال شهر واحد قبل التوقف الجبري لليورو، لذلك كان ترحيل كأس الأمم الأوروبية للعام القادم متنفسا لإعطاء مهلة حتى نهاية يونيو أو بداية يوليو أي شهرين كاملين للإنتهاء منهما وبخاصة أن هناك قرار قد يتخذ بإقامة المتبقي من دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي من مباراة واحدة بداية من دور الثمانية وقد يكون في نفس المكان أي في أسطنبول بالنسبة لدوري الأبطال أو دانسك للدوري الأوروبي.
ولكن كيف خدم الإتحاد الأوروبي نظيره الأفريقي بشكل غير مباشر؟ هذا هو المهم والذي يعطي الأمل لإستكمال الدوري المصري وكذلك البطولات الأفريقية.
تعديل موعد كأس الأمم الأوروبية وكذلك كأس أمم أمريكا الجنوبية "كوبا أمريكا" إلى عام 2021 سيجبر الفيفا على تأجيل أول نسخة لكأس العالم للأندية بنظامها الجديد والتي كان مقررا لها عام 2021 أيضا، وبالتالي سيكون بإمكان الإتحاد الأفريقي لكرة القدم إعادة بطولة كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون مرة أخرى إلى صيف 2021 بدلا من إقامتها في يناير كما تم تعديلها.
وبعودة كأس الأمم إلى الصيف سيكون بالإمكان مد هذا الموسم للإنتهاء من البطولات المحلية ومنها الدوري المصري حتى ما قبل تجمع المنتخب الأوليمبي إذا أقيمت الدورة الأوليمبية في موعدها دون خوف من إمتداد الموسم وتأثيره على التوقفات التي كانت مقررة في الموسم القادم على مدى شهرين على الأقل لو أقيمت كأس الأمم في يناير، ويكون بالإمكان أيضا حصول اللاعبين على راحة كافية إذا بدأ الموسم المحلي القادم أوائل سبتمبر.
الفائدة الأكبر للكرة الأفريقية ستكون بإنضمام المحترفين الأفارقة في أوروبا لمنتخبات بلادهم لكأس الأمم في الصيف بعد أن أبدى عدد كبير من مدربي الأندية الأوروبية إنزعاجهم من عودة كأس الأمم الأفريقية للشتاء، وقد يقلد الكاف كعادته الإتحاد الأوروبي ويقيم قبل نهائي ونهائي دوري الأبطال والكونفيدرالية في الكاميرون والمغرب على التوالي ومن مباراة واحدة. هكذا خدم الإتحاد الأوروبي قارة أفريقيا دون قصد !!!
adwar10@hotmail.com