كلام رياضي جدا حواديت أبلة فضيلة في توقف كورونا!!

لا أحب ظهور الإعلام الرياضي بهذا الإفلاس في فترة التوقف الجبري نتيجة وباء كورونا المنتشر في كل أنحاء العالم.. فتوقف الدوري المصري لم يكن إختياريا مثلما هو الحال في كل التظاهرات الرياضية في العالم وعلى رأسها الدورة الأولمبية التي لم يتغير موعدها أبدا منذ تأسيسها عام 1896 ، ولكن كيف يتعامل الإعلام مع هذا التوقف ويملأ فراغ المشاهد ، هذا هو المهم لأن الإعلام في رأيي دوره أكبر بكثير من إستعادة حواديت "أبلة فضيلة" في التوقف ليعيد ذكريات سنوات سابقة لا قيمة لها في هذا الوقت العصيب. فليس من المعقول أن ينشغل الإعلام بقصة إنتقال جمال عبد الحميد من الأهلي إلى الزمالك أو رضا عبد العال من الزمالك للأهلي بعد كل هذه السنوات في حوارات فارغة من المحتوى الإعلامي المفيد وتزيد من جذوة التعصب بين جماهير الأندية وتقيم الحروب النفسية بين جماهير أكبر ناديين في مصر كالعادة في مثل هذه الحوارات. وليس معقولا أن يكون حوارا في هذا الوقت لأحد النجوم التاريخيين للكرة المصرية وهو عصام الحضري يسيء فيه لأحد أكبر معاقل الرياضة في مصر ونقول أن هذا إعلاما بعد أن ترك هذا اللاعب المستطيل الأخضر عقب سنوات طوال من التألق والعطاء. سؤلت كثيرا عن رأيي فيما يجب أن يغطيه الإعلام ويملأ به فراغ المشاهد في مثل هذه التوقيتات الحرجة فكانت إجابتي القاطعة بأننا يجب أن نطلق في هذه الفترات ما لا نستطيع أن نوجه به الشارع في الأوقات الطبيعية عندما يكون الجميع منهمكا في صراع المنافسات المحلية والقارية والدولية. ففي أوقات التوقف قليلا ما يجد الإعلام الوقت لتوجيه الرأي العام التوجيه الصحيح في ظل إنهماكه في الصراع المحموم في كل البطولات مثلما هو الحال مثلا في عدم قدرة الإعلام في قيادة دفة إعادة الجماهير إلى الملاعب بعد سنوات عجاف خالية من إثارة ومتعة أهم عناصر المتعة في الرياضة وهي الجماهير. لم يجد الإعلام حلا في أزمة إنتشار الحروب الكلامية التي تكون أحيانا أقوى من الرصاص بين أطراف المنظومة والتي تنقل نارها بين الجماهير وتزيدهم إحتقانا وتعصبا ، ولم يجد حلا في أن يكون الوسط الإعلامي ما هو إلا إبتزال وشتائم وخوض في الأعراض ليتحول مرة أخرى إلى لغة هادئة تعكس أهداف الرياضة السامية التي سمى من أجلها الرياضي بأنه رجل سبور يتعامل بالأخلاق والكلمات التي تجمع ولا تفرق. وسط كل هذه الأحداث السلبية في مجال الرياضة أعجبني مثلا حوار أجراه الزميلين أحمد شوبير وسيف زاهر على قناة أون تايم مع المدير الفني للأهلي رينيه فايلر الذي تحول في فترة قصيرة إلى أيقونة متوقعة لمدربي الأهلي في التاريخ. هذا النوع من الحوارات مطلوب لأنه لم يخرج إلى أي صراعات تقود التعصب، وإنما ركز على فكر رجل إحترافي نحتاجه لتطوير الكرة المصرية، فكر لا يعتمد إلا دور الرياضي والإداري والمدرب في منظومة الكرة دون تداخل بين مهامهم، فكر يدعو اللاعب للإجتهاد لأنه هو العنصر الأساسي المحدد لمكانته في الفريق. مطلوب في هذا التوقيت أن يقود الإعلام حملة كبرى، وهو غير منخرط في نشاط رسمي، نحو الأسلوب الأفضل لإدارة الرياضة بشكل عام والكرة بشكل خاص ليعود الإنضباط. مطلوب أن نركز على أفضل أسلوب لإكتشاف المواهب في عصر ندر فيه ظهورها بفعل فاعل، وهو تحول الرياضة إلى مجال بحت للبيزنس تتوه فيه المواهب الفقيرة في مختلف المحافظات. هذا هو الدور الحقيقي للإعلام adwar10@hotmail.com