تفاصيل خيانة الوزير
تعد خيانة الوزير هى الابشع في التاريخ! وكانت من طرف ابن العلقمى وزير المستعصم بالله اخر خليفة عباسي في بغداد و رغم أن الخليفة كان يثق به و عينيه كوزير له إلا أن العلقمى كان يكن له كل كراهية.
و بحسب عدد من المؤرخين مثل السيوطى و ابن كثير فإن ابن العلقمي كاتب المغول وأطمعهم في دخول بغداد حيث مقر الخلافة العباسية بل ذلل لهم كل صعب في طريق دخولهم لغزو بغداد ، حيث استطاع أقنع المستعصم بالله ان يقلل عدد الجيش في بغداد و اقنعه ايضاً ان المغول مستحيل ان يقتربوا نحو بغداد وانهم يريدوا الصلح و لأن الخليفة كان يثق فيه ثقة عمياء صدقه و صرف عدد كبير من الجنود ، وحينما أجتاح المغول بغداد ، استطاع ابن العلقمي إقناع الخليفة وحاشيته أن هولاكو يريد مصالحتهم، وأشار على الخليفة بالخروج إليه لمقابلته لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم، ونصفه للخليفة، فخرج الخليفة إليه في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والأمراء والأعيان.
و عندما ذهب المستعصم للقاء هولاكو ، قبض الاخير عليه و وكانوا يهابون قتلَه أولًا لكن ابن العلقمى اقنعهم بوجوب قتله هون عليهم ذلك أيضاً!
ولاحقاً كُوفئ بتعيينه حاكمًا من قِبل المغول على بغداد، على أن توضع عليه -بلا شك- وصاية تترية، ولم يكن مؤيد الدين إلا صورة للحاكم فقط، وكانت القيادة الفعلية للمغول بكل تأكيد
ويروي تاج الدين السبكي طرفًا من تلك الإهانات فيقول:
"وأما الوزير -أي ابن العلقمي- فإنه لم يحصل على ما أمَّل وصار عندهم أخس من الذُّباب، وندم حيث لا ينفعه الندم، ويحكي أنه طُلِب منه يومًا شعير، فركب الفرس بنفسه ومضى ليُحصِّله لهم، وهذا يشتمه وهذا يأخذه بيده، وهذا يصفعه بعد أن كانت السلاطين تأتي فتُقبِّل عتبة داره، والعساكر تمشي في خدمته حيث سار من ليله ونهار"
ومات بعد شهور قليلة جدًّا من السنة نفسها التي دخل فيها المغول بغداد، سنة 1258م، ولم يستمتع بحكم ولا ملك !