الزمالك يتعملق في فبراير الأبيض
لم يكن أكثر المتفائلين من مشجعي الزمالك يتوقع أن ينتهي شهر فبراير الذي كانوا يلقبونه بفبراير الأسود لكثرة الإرتباطات المحلية والدولية الحاسمة خلاله ، بهذه النهاية السعيدة بالفوز على الترجي التونسي 3-1 في لقاء الذهاب لدور الثمانية لدوري الأبطال وهي نفس النتيجة التي فاز بها على نفس الفريق في السوبر الأفريقي منذ أسبوعين ليتحول فبراير إلى شهر ناصع البياض بلون فانلة القلعة البيضاء.
في برنامج شهر فبراير كان البرنامج يشمل 7 مباريات لعب منها 6 بخلاف مباراة الإنسحاب أمام الأهلي وحقق خلالها الزمالك 4 إنتصارات وفاز ببطولتين وقطع أكثر من نصف الطريق نحو المربع الذهبي لدوري الأبطال، حيث بدأ الشهر بالتعادل في مباراة تحصيل حاصل مع بريميرو داجوستو الأنجولي صفر-صفر في مجموعات دوي الأبطال ثم نهض من عثرته في الدوري بإنتصارين متتالين على حرس الحدود 2-صفر وعلى الإسماعيلي العتيد 2-1، ثم دخل أجواء البطولات ذات المشوار القصير التي أصبح متخصصا فيها، حيث حقق السوبر الأفريقي على حساب الترجي 3-1 ثم حقق بعدها بستة أيام السوبر المصري على حساب المنافس التقليدي الأهلي بعد التعادل السلبي ثم الفوز بركلات الترجيح، ثم إنتهى الشهر بفوز كبير على الترجي التونسي في ذهاب دور الثمانية لدوري الأبطال 3-1، لتكون البقعة السوداء الوحيدة في الثوب الأبيض لشهر فبراير هي واقعة الإنسحاب أمام الأهلي في الدوري.
والحقيقة أن مباراة الزمالك الأخيرة أمام الترجي جسدت التحول الكبير في مستوى أداء الزمالك في التعامل مع المباريات ذات الطبيعة الخاصة وهو الأمر الذي بدأه الزمالك منذ بطولة الكونفيدرالية في العام الماضي، وتطور جدا هذا العام.
فالزمالك لازال يتعثر في البطولات طويلة المدى مثل الدوري ولا يستطيع تحمل ضغوط الفوز المتتالي، ولكنه أصبح أستاذا في مباريات المهام الخاصة التي تدرب عليها في الكونفيدرالية العام الماضي. فبعد البداية المتعثرة وقتها بالخسارة أمام جورماهيا الكيني وتعادليه أمام النصر حسين داي الجزائري وبيترو أتليتكو الأنجولي، لم يعد هناك بديلا عن الفوز على الفريق الأنجولي وعندئذ حقق الزمالك المهمة وإستعاد الآمال وصعد للأدوار الإقصائية وأكمل مسيرته بنفس الطريقة نحو الكأس.
وفي السوبر الأفريقي وضع كارتيرون الخطة المحكمة لمباراة واحدة تحسم بطولة أمام الترجي وإستغل كل نقاط ضعفه، ونقاط قوة فريقه ليحقق الكأس.
وبعدها بست أيام عرف كارتيرون أن يروض فريق الأهلي الأفضل ميدانيا ليخرج بالتعادل ثم يحسم بالركلات الترجيحية وكرر الزمالك التعامل الرائع مع المباريات ذات المهمة الخاصة.
وأخيرا حقق الزمالك الفوز على الترجي، ولكن كيف؟ الزمالك أصبح فريقا يعرف كيف يتعامل مع منافسه في الملعب. لعب الزمالك كالعادة بطريقة الدفاع المضغوط الذي لا يمكن المنافس من الإختراق عدا الجبهة اليمنى التي إستغال فيها الترجي إرسال الكرات الأمامية خلف الظهير الأيمن حازم إمام عن طريق حمدو الهوني، وتكاد تكون الثغرة الوحيدة في الشوط الأول الذي خرج منه الزمالك بأقل الخسائر بالتعادل 1-1.
ولكن في الشوط الثاني أبرز الزمالك العين الحمراء بإرسال الكرات الأمامية لمصطفى محمد الذي كان الناقل الرسمي لهجمات الزمالك في الثلث الهجومي سواء بإستلام الكرة في مرات قليلة والتسديد، أو الأهم وهو القيام بدور المحطة الهجومية للقادمين من الخلف أوناجم أو زيزو أو بنشرقي.
وعلينا ألا ننسى هنا التطور الهائل في أداء بنشرقي، فقد أصبح كما نقول بالعامية "مالوش حل"، فهو اللاعب الذي يبتكر الحلول بمهارته وخفة حركته، فبهدفه الثاني وضربة الجزاء التي تسبب فيها وجاء منها الهدف الثالث، وضع الزمالك قدما وأربعة أصابع من القدم الأخرى في المربع الذهبي.
adwar10@hotmail.com