أين البداية؟ البداية كانت في طيات التاريخ عندما تمتعنا بقراءة السير الذاتية للشخصيات الهامة عبر العصور-وكان ما أميل إلى معرفته دائماً هي التربية و التنشئة الأسرية للملوك و القادة و الشخصيات الهامة.
فوجدت أنه في العصور القديمة كان الملوك يرسلون أبناءهم للمعابد و الكهوف و الأديرة للتعلم على يد الكهنة و المحاربين و الفلاسفة و رجال الدين.
و بهذا يصبح الأمير من بعد أبيه ملك قوى و محارب و متعلم . و كثيراً ما قرأنا عن ملوك و قادة و خلفاء كانوا شعراء و فلاسفة و حكماء.
و في نفس الوقت كان العامة من الشعب يتعلم كلاً منهم مايراه مفيداً . فكان كل صاحب صنعة أو حرفة يسعى إلى أن يتعلمها ابنه .
و أيضاً الصالحون من السلف يسارعون إلى تقوى الله كى ينصلح حال أبناءهم – فكان عبدالله بن مسعود يقوم الليل و يجتهد ثم ينظر إلى إبنه الصغيرو هو نائم ويقول هذا من أجلك يا بنى .
و غيره ممن كان يتعبد إلى الله بنية إصلاح الأبناء بإخراج الصدقات و إطعام الطعام و غيره من الأعمال الصالحة .
- و خرجت من أروقة التاريخ لأجد نفسى في عصرنا هذا بكل ما فيه من قلة إهتمام و رعاية مزيفة .بعدما اجتاحت التكنولوجيا و الألعاب الألكترونية عقول الأبناء و أخذت في طريقها كل ما كان يصلح لبناء شخص سوى و مسئول مثل الصحة و الوقت و الإندماج في الأسرة .
- و أصبحت الأسرة نتيجة المشاكل و الصراعات المتبادلة بين الطرفين أسر غير متزنة نفسياً يكون الطفل هو ضحيتها من سوء معاملة منذ الصغر و بالتالى أثرت في سلوكه و تصرفاته و نشأته الغير سوية
و بهذا يصبح فرد غير قادر على التعامل مع نفسه أو المجتمع المحيط به بشكل سليم و إيجابى .
- الطفل افتقد الإهتمام بتلبية احتياجاته من حب و رعاية و طمأنينة و الإنتماء إلى الجو الأسرى بما فيه من تفاهم و ثقة و احترام .
- يولد الأطفال دون أي مهارات اجتماعية و عند الوصول إلى سن معين يبدأ في البحث عن شخص يقلده و غالبا ما يكون هذا الشخص هو أحد الوالدين أو كلاهما .
- لذا فإن تربية أطفال سعداء لا يتطلب من الأهل أن يكونوا مثالين و لكن أن يكونوا أفضل قدوة لهم و إلقاء نظرة على حياتهم الخاصة و تقييم تصرفاتهم اليومية .
- لهذا لابد أن ندرك أن الأبناء كنز إذا أحسنا تنشئتهم نستمد منهم البر في حياتنا و دعواتهم بعد الحياة .ويظل الكنز لا يفنى .
- ماذا لو أدركنا ؟
- لو أدركنا أننا عندما نبنى أطفالاً أقوياء أفضل و أسهل من أن نصلح رجالاً محطمين .