إعلام الجمهورية الجديدة.. وبناء الوطن !!

الثلاثاء 6 يوليو, 2021

تعيش مصر الآن لحظة تاريخية فارقة بعد النجاحات الإقتصادية والإنجازات السياسية التي تحققت خلال الخمس سنوات الأخيرة، وأضحت ثمارها واقعا ملموسا. كما حققت الدولة نجاحات مشهودة في تدشين المشروعات الإستراتيجية العملاقة كبوابة إنطلاق للجمهورية المصرية الجديدة ، ومعها تتوق النفوس لإحداث نقلة نوعية وقفزة لتطوير منظومة الإعلام المصري، تستوعب كافة التوجهات والسياسات التنموية الجديدة ، وكافة طموحات وتطلعات المواطنين نحو صحافة حرة قوية،وإعلام شامل وموضوعي ومتوزان. واعتقد أن التحديات المهنية وطبيعة المتغيرات السياسية العصرية التي تواجه الدولة المصرية، تحتم إعادة صياغة وهيلكة وحوكمة المنظومة الإعلامية والإرتقاء بها في إطار من التقويم والتطوير المستمر ، وبرؤي متكاملة تشمل كافة عناصرها ومكوناته، وأهمها تطوير الرسالة من حيث الشكل والمضمون. وأتصور أيضا ضرورة إعادة تقييم أداء مسئولي التحرير ،والقائمين بالاتصال وحراس البوابات الإعلامية والتوسع في دراسة قياسات الرأي العام ، والتأثير المستهدف، وأيضا إعادة تدشين إستراتيجية لتحديث كافة روافده الإليكترونية والمقروءه والمسموعة والمشاهدة، وتوظيف مزايا التحول الرقمي ، ومكتسبات العصر الإليكتروني وتوظيف الطاقات المعطلة ، واستبعاد فكرة الدمج والتصفية المتدرجة. وانطلاقا من خطورة ودقة المرحلة أصبحنا في حاجة إلي لغة إعلامية جديدة تتسم بالمسئولية والصراحة والتفاؤل والعقلانية والحكمة ،تتواءم مع طبيعة المرحلة الحرجة، وإلي إعلام تنموي يجمع القلوب والعقول علي هدف سواء وينظر إلي المستقبل بعيون جديدة ، ويقرب المسافات بين مختلف الرؤي والإتجاهات تحت لواء الإنتماء للوطن ،ويدعم فكر التشييد والبناء، ولا يعرف الهدم والتخريب. الشعب يريد إعلاما ناضجا ،يدعم المصالحة الوطنية وتقبل الآخر، ولا يعرف النزاع والخصومة الحادة.. يساند ويشجع النماذج الناجحة المشرقة والاتجاهات الايجابية، يحسن الحسن ويجمله ،ويقبح كل مل هو قبيح ومستهجن. نطمح لإعلام يحارب الفساد بكل جرأة، ويعالج الصور السلبية برؤي واقعية إصلاحية وإرداة صادقة للتغيير والتحديث، بعيدا عن التهوين أو التهويل. لقد أصبح الإعلام التنموي الجهاز العصبي لعملية التنمية المستدامة، ويجب أن يكون هدفه الاساسي تعظيم مشاركة المجتمع في كافة برامج التنمية وتحويله إلي مجتمع مساند وداعم لكافة التوجهات الإصلاحية والتنموية، لا معارض وكاره لها، ويسهم في تحويل أفراد المجتمع إلي وكلاء للتنمية والتغيير، فهم صناع للتنمية وهدف أساسي لها. وفي تقديري أيضا أن من أهم مهام هذا الاعلام، التناول المهني والمعالجة الإستقصائية المتكاملة، للمشروعات الجديدة وشرح مردوداتها وبيان مدي جدواها ،وتتبع مراحلها،وودعم جهود العمل المستمر لتذليل المعوقات الروتينية واللوجيستية،التي تواجهها، وأيضا إقناع الشباب بأهمية التأهيل الفني والتدريب والمشاركة الإيجابية في كافة المشروعات الجديدة فلن يبني مستقبل مصر إلا سواعد المصريين. ومن ملامحه، وأدواته حرية تداول المعلومات، و الدقة والصدق والصراحة،وتجنب التضليل والتزييف والالتزام الموضوعي والحيادية وعرض مختلف وجهات النظر واحترام الآراء المخالفة، والبحث دائماً عن نقاط الاتفاق وأوجه التوافق وتوظيفها والاستفادة من إيثاراً للمصلحة الوطنية، والبعد عن بث روح اليأس وترديد شائعات المغرضين التي تدعي أن مصر علي حافة الغرق في الديون،والانهيار سياسيا واقتصاديا، واستحالة استكمال المشروعات الكبري ومواصلة مسيرة التنمية. وأيضاً تجنب الخوض في الجدل العقيم والتجريح الشخصي وتصيد الأخطاء والنقد الحاد الذي يزكي الخصومة والإختلاف، والاحتقان. ويجب ألا ننسي أن كل تجارب البلدان الناجحة التي حققت طفرات تنموية تؤكد أن الاعلام ساهم بدور محوري وفعال في إحداث التنمية والرقي، وقد أسهمت الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم في قلب كل الموازين. وأضحي الإعلام ركيزة أساسية، ومقوما اساسيا من مقومات ورموز السيادة الوطنية وأداة فاعلة، ومنظومة تفاعلية شاملة لأفراد المجتمع، ولابد من تفعيل أدائه الإيجابي لترسيخ بناء الدولة وتدعيم الثوابت الوطنية لدي المواطنين. ويجب أن نتقين أن أرض الكنانة لن تعود للوراء بعد ان ارتدت أفخر ثيابها وتجملت كالعروس لحياة جديدة وغدا أفضل وتفتح ذراعيها لاستقبال المزيد من المشروعات الإستثمارية القومية العملاقة ، ولكل فكر واعد. واعتقد أن بتطوير المؤسسات الصحفية،وكافة مؤسسات الإعلام الرسمي أو القومي مع الشراكة الجادة لمؤسسات الإعلام الخاص ، يمكننا تحقيق هذه الأهداف السامية والمبتغيات العليا، والإنطلاق للأمام،وتجنب مفرزات ومردودات الإعلام الرأسمالي الموجه والجامح !!