روح أكتوبر.. ومفهوم الدولة القوية !!

روح أكتوبر.. بصمة حياتية وحالة قيمية وجدانية فريدة تجمع كل ما هو جميل من الحب والعطاء والتفاني والتضحية والفداء قربانا للوطن الغالي. روح أكتوبر..منارة تغرس الأمل وتشرح الصدور وتصنع الحياة وتضيء غياهب العقول ، ونستمد منها الوعي بقيمة العزة والكرامة وعودة الروح للجسد. روح أكتوبر.. أيقونة نماء وبناء ومنظومة عطاء متصل من جيل إلي جيل لبناء دولة قوية ووطن عزيز. روح أكتوبر ليست أمنيات ومفاهيم نظرية ،بل قاطرة وطن ، ومنهج حياة انطلقت بها مصر إلي الأمام ، وتجاوزت كل المحن والمحطات الصعبة. وبدأت مرحلة العبور لبناء الجمهورية الجديدة بمشروعات تنموية ضخمة فاقت كل التصورات، لتعويض فترات الجمود والتحفظ ، وقد بذلت الدولة جهودا مضنية لإتمام مرحلة الإصلاح الإقتصادي ، وماتبعها من إجراءات ساهم المواطن المصري في تحمل آثارها وتداعياتها الصعبة. وأتصور أن أهم حصاد ومردودات المشروعات التنموية الضخمة ،وتلك القفزات الحضارية التي تحققت هو دعم مفهوم الدولة القوية وتثبيت دعائمها، ورسالة قوية لمن يهمه الأمر ولمن يتربص بنا وبأمتنا شرا ، بأن مصر وبعزيمة أبنائها وبدماء شهدائها صنعت النصر والتنمية وقادرة علي مواجهة كافة التحديات ، وعادت لتبوء مكانتها التي تليق بها إقليميا ودوليا. وتبقي التنمية الحقيقية القادرة أيضا علي إحداث نقلة في مستوي المعيشة وجودة الحياة وقناعة المواطن بها والثقة والإطمئنان للمستقبل ،وبأن تضحياته وجهده وصبره لم يذهب هباء منثورا، وسيناله وأبناءه ولو مع الأيام نصيبا من ثمار الإصلاح الإقتصادي والتنمية المستدامة. وتلك هي المعادلة الصعبة التي تحمل أهدافا سامية ومبتغيات نبيلة. وبالنظر لواقع المشهد السياسي العربي نجد أن مصر قدمت نموذجا عمليا لصناعة الدولة القوية التي واجهت كافة الصعاب وتجنبت الآثار المدمرة لوهم تداعيات الربيع العربي وثوراته التي سرقت ،وغيرت مسارها قوي وجماعات مغرضة ساهمت في تهيئة مناخ الفوضي الخلاقة وإضعاف المقدرات وتثبيط الهمم وتفتيت الوحدة الوطنية ، وإنسداد الأفق السياسي، والنماذج والتجارب المرة نراها رأي العين في العراق وسوريا وليبيا واليمن، وتونس علاوة علي نموذج الخراب اللبناني المتصاعد!. إن صناعة النموذج لدولة قوية إقتصاديا وعسكريا ومتماسكة إجتماعيا، في وطن آمن يجابه كافة العثرات والمستجدات، ليس أمرا هينا ،وطريقا معبدا مفروشا بالورود في هذه الظروف الشائكة والمتغيرات المتلاحقة، وهذا في حد ذاته هو أعظم وأجل المردودات. وفي هذا السياق ، أعتقد أن هناك عددا من المحددات والآليات المهمة ، التي قد تسهم بفاعلية في إقناع أهل مصر بما تحقق من إنجازات وبث روح الأمل والتفاؤل من بينها : - ضرورة تبصرة الرأي العام من خلال برامج متخصصة للتوعية والتنوير. - تعريف الناس بحجم المشروعات التي أنجزت ،بطريقة عملية من خلال تنظيم رحلات مستمرة للشباب وقادة الرأي ورواد الأعمال والناشطين الإجتماعيين لنقل صورة واقعية من مواقع الأعمال . - أيضا محاربة موروثات الماضي وبعض صور التجاوزات والتعقيدات الإدراية والفساد التي ساهمت في تشويه صورة الإنجازات. - فتح قنوات إتصال لمعرفة آراء المواطنين فيما تحقق ،وإعداد قياسات رأي عام لرصد وتقييم مدي رضاهم ورؤيتهم لتحسين جودة الخدمات. - أيضا تفنيد دعاوي المرجفين والمشككين في حجم الإنجازات بتعقل وحكمة. - العمل الجاد لإيجاد مصادر لدعم الخزانة العامة للدولة وتنمية الموارد ، بعيدا عن فكرة التفنن في فرض رسوم أو ضرائب جديدة. - الدعوة لمصالحة وطنية واستعياب من لم يقترفوا عنفا ،ولم يحموا السلاح في وجه أبناء مصر. - إيجاد آليات تنفيذية للإستراتيجة الوطنية لحقوق الإنسان ودعم ثقافة الحوار والمواطنة وتحصين الهوية. - فتح قنوات لحرية الرأي والتعبير والحوار المجتمعي حول مختلف القضايا في إطار منضبط ودون إضرار بحقوق الآخرين أو بالأمن القومي. - إستلهام روح النصر والعزة وغرس حب العمل والتفاني لدعم إستراتيجية الإعمار والبناء. - تشجيع النوابغ والمبتكرين والمبدعين وتوظيف طاقاتهم في مختلف صروح التنمية والبناء. وفي ذكري يوم نصر أكتوبر المجيدة. تحية حب وإعزاز وإجلال لروح شهداء الوطن الأبرار ولمن غرسوا بقلوبنا وعقولنا وأفهامنا معني كلمة وطن.