رندا رزق تكتب الفارابي والحفاظ على التراث الحضاري
لا شك أن التراث الحضاري هو نتاج مشترك بين عقول متنوعة لا تتقيد بمكان أو زمان ،ومن ثم قامت هذه الفكرة وتربعت في التاريخ في ثقافات حضارية متباينة ومنه التاريخ الانساني لكازاخستان والفارابي على وجه الخصوص .
وُلد المفكر والفيلسوف الفارابي عام 870 ميلادية بمدينة فاراب، التي تسمى حالياً (أوترار)، والواقعة عند ملتقى نهر "أريس" في (جنوب كازاخستان الحديثة).
وكانت مدينة "أوترار" خلال القرنين التاسع والعاشر الميلاديين مركزًا سياسيًا وثقافيًا وتجاريًا كبيرًا ونقطة التقاء طرق القوافل على طريق الحرير العظيم الذي كان يربط أوروبا وآسيا في العصور الوسطى.
وقد تأسست معارف وعلوم الفارابي المختلفة في مدينة "أوترار"، حيث عاش فيها حتى سن العشرين من عمره، وأتيحت له فرصة التعرف على الأعمال الفلسفية والعلمية ، وقد أمضى السنوات الأخيرة من حياته بين القاهرة وحلب ودمشق وكان يحظى باحترام كبير. وفي ديسمبر عام 950 ميلادية توفي في دمشق عن عمر يناهز 80 عاما، وتم ترميم ضريحه بالكامل على نفقة الحكومة الكازاخية.
لا يُعد الفارابي فخرا للشعب الكازاخي فحسب، بل فخرا العالم أجمع، حيث يعتبر في عداد المفكرين العظام، خاصة وأنه يتمتع بمستويات عالية من الذكاء، وأنه أهدى البشرية الكثير والكثير من أعماله.
وقد أشار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى كازاخستان فى 26 فبراير 2016 أن "الابن العظيم للسهوب الكازاخية، والفيلسوف الشهير الفارابي هو فخر مشترك لكل من كازاخستان ومصر".
وتحوى السجلات المصرية عددا كبيرا من أعمال الفارابي التى يستفيد من العلماء الكازاخ الذين يزورون القاهرة لإجراء أبحاث علمية عن الفارابي.
وفى شهر يناير عام 2019 تم افتتاح المركز العلمي والتربوي الذى حمل اسم الفارابي ضمن مباني جامعة القاهرة.
وقد دعمت منظمات دولية كبرى، مثل اليونسكو والإيسيسكو ومنظمة التعاون الإسلامي، مبادرات لعقد مؤتمرات علمية وعملية مكرسة للفارابي،
وهذا كله يعطي أهمية خاصة لمواصلة الحفاظ على التراث والتاريخ والرموز التي تقدم خدمات جليلة للبشرية.