13:35 | 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
شوقي محمد

رسول الإنسانية.. ومأزق الحضارة الغربية !!

السبت 08-10-2022 08:18 م
رسول الإنسانية.. ومأزق الحضارة الغربية !!
بقلم د/خالد محسن
ومع ذكري مولد رسول الرحمة للعالمين "صلي الله عليه وسلم" ، تحتفي الإنسانية الجريحة بسجايا ومكارم أفضل خلق الله، وتتوجع حسرة وألما علي مآلت إليه أحوال دنيا الناس مع التراجع القيمي والأخلاقي ، في مقابل طغيان النفعية والقناعات الزائفة، فما أحوجنا لمنهج المصطفي صلي الله عليه وسلم،والذي ملأ الدنيا رحمة وعدلا وسماحة، وترفقا وإعمارا، وشهد له المنصفون من الفلاسفة والمفكرين شرقا وغربا، ممن أسلموا دينهم لله،أو ممن ظلوا علي ما اعتنقوا من ديانات ومعتقدات !. ومن عجائب دنيا البشر أنه في الوقت الذي تزايدت فيه حدة الأزمات و الصراعات والحروب،وفشلت فيه استراتيجيات الوفاق الأممية ومناهج الإصلاح بين الناس شرقا وغربا، فما يزال البعض من المارقين يتعمدون تشويه سيرة النبي "صلى الله عليه وسلم" ويتعمدون الإساءة إليه والتشكيك في سننه ومنهجه وفي توجيهات القرآن الكريم أحيانا، في محاولات يائسة لعزل تعاليمه وقوانينه الإلهية عن الحياة . ولا يتواني هؤلاء عن أفعالهم ،تحت أقنعة زائفة وشعارات مريبة ،ظاهرها الرحمة ومن قبلها العذاب، ترفع رايات الحداثة وإقرار حقوق الإنسان والأقليات،ويجني أهل المعمورة حصادها الأسوء من الأزمات المتتابعة ونشر الثقافات الشاذة، والتدمير النفسي والمعنوي لمنظومة القيم والمعتقدات والمورثات ،والنيل من روح الانتماء والهوية الوطنية. لاشك أن هؤلاء الخراصين المرجفين مازالون يتعلقون بأهداب الحضارة الغربية التي أضحت وأمست في مأزق عصري كبير ،فقد فشلت في الاختبارات الدهرية والمصطنعة تباعا لإقرار قيم الخير والحق والعدل والمساواة!. ورغم انبهار الكثيرين بها إلا أن شواهد الأحداث،تشي بالحقيقة المرة،و بأنها تزداد توحشا رأسماليا ، وتنمرا وعنصرية،وغرقا في طغيان القيم المادية،الذي أصبح سمة أساسية من سماتها في الوقت المعاصر ،وربما تتخلي تدريجيا عن إنسانيتها أو ما بقي لديها من تحضر وتراحم وقيم!. هي الآن وبأيدي نخبها ورموزها، تتنكر لكل ما هو جميل وتسقط بنفسها شعارات التمدن والتحضر والانحياز لحقوق الإنسان، ولا عزاء ولا مواساة للمنبهربن بكل ما هو غربي ومعلب وقادم من بلاد "الفرنجة"!. لا تجلدوا الذات كثيرا ، طالما تخليتم عن الأصول والثوابت وتركتم اختيارا ، لاجبرا المعين الصافي والمنهج القويم وفيض حضارتكم الأصيلة. لا تصفقوا كثيرا للآخر الذي يتخلي تباعا عن قيم الإنسانية والرحمة، ويتنكر لسجايا التسامح والإعتدال ،ويغض الطرف عن الحق والعدل والإنصاف ولايري إلا نفسه بكل أنانية ، ويؤثر النرجسية والكبر والتعالي وحب الذات !. لقد وقع الكثيرون من نخب الغرب ومثقفوه وسياسيوه - إلا ما رحم ربي- في فخ التعصب وإلباس الحق بالباطل ، واعتادوا خلط الأوراق ،وانبطحوا فريسة لقيم المادة والمصلحة ،ولا يؤمنون إلا بالتصادم وينكرون التعايش واحترام معتقدات الآخرين، تحت ستار زائف ، وإبداع وقح ، ودعايات مغرضة ،وإعلام موجه، وافتعال أزمات للإلهاء والتستر علي خطايا السياسات والتقديرات الاستراتيجية الحمقاء، ويتعمدون اتهام غيرهم بالرجعية والراديكالية والتخلف،ولا يعرف إلا لغة النفعية والبراجماتية، والميكافيلية، فالغاية تبرر لديهم كل وسيلة، ولو علي حساب أدبيات وأخلاقيات وقيم ووجدان ومشاعر أهل الدنيا. وقد كشفت الأزمات الأخيرة المتتابعة ، ومن قبلها أزمة كورونا عن مرض الحضارة الغربية العضال ، وحقيقة وجهها المزيف المتلون وأماطت مابقي من ألثمة وبقايا أوراق التوت التي تؤذن بخريف دائم وعودة للعصور للظلامية الوسطي لحضارة طالما تغنت وانبهرت بها وبانجازاتها كل دول العالم. لقد تخلت أوروبا عن إنسانيتها ، وعن رسالتها وعن قيمها حين أقرت سمحت لنفسها أن تتعدي علي حق الموت والحياة، ومنعت العلاج عن كبار السن وانتهجت دول عديدة فكرة "مناعة القطيع" في محاولة لتجاوز جائحة كورونا والتخلص من المسنين وفقا لمفهوم "الأكلة المستهلكة". كما مارست دول عريقة سياسات الخداع والقرصنة لسرقة معونات وأدوية كانت في طريقها لدول أخري متضررة.. والآن تصر علي إضرام حرب شعواء تهدد بفناء العالم ،وهي أول الخاسرين ،ولكن الحماقة كما يقولون أعيت من يداويها !! وبين الفينة والأخري ، لا أري مبررا لاستمراء الهجوم علي مباديء الإسلام ومنهجه المعتدل وشريعته السمحاء والإساءة لرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم" ،ولا أراه إلا حلقة من حلقات تزييف الوعي وانكار الحقائق والتجمل الكاذب ،ومؤشرا من مؤشرات سقوط حضارة الغرب وتحلله من كافة القيم والمباديء الإنسانية والأخلاقيه. وكفي عز وإجلالا ومكرمة شهادة الخالق سبحانه وتعالي في كتاب الكريم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"،وعشرات الآيات التي تؤكد الخلق الطيب العظيم ومكانته السامية عند خالقه والتي لا تضارعها أية مكانة رفعة. ويكفينا أن حكماء بني البشر والمتعقلين والمنصفين ،يعلمون تمام العلم ويثقون تمام الثقة أن الإسلام بروحه السمحه وتعاليمه وقيمه المعتدلة النبيلة ، يرفض التطرف والغلو وسفك دماء الأبرياء ،ومن يقترف هذه الموبقات يخرج نفسه من عباءة الإسلام ورحمة الله التي وسعت كل شيء ، وجاء الشريعة السمحاء دينا قيما ومنهجا قويما ينشر الخير والحب والحق والعدل لكل بني البشر. ،وقد بعث المصطفي النبي الكريم رحمة ونور وهداية للعالمين كما صدق المولي عز وجل. " محمد "صلي الله عليه وسلم ،ليس رحمة فقط للمسلمين ، وإنما هو رحمة لكل إنسان ، بل وللحيوان والنبات والجماد ، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ). وقد أنصفه كبار المستشرقين وكبار فلاسفة الغرب ومفكروه مرارا، حين قال أحدهم لو أن محمدا حيا لكان بمقدره أن يقدم حلولا عملية وناجعة لكل مشاكل البشرية وهي بحتسي فنجانا من القهوة. كما أن شهادات مفكري وفلاسفة الغرب في حق نبي الرحمة والإنسانية رصدت مواقفه وجانبا من سيرته العطره الغراء ومن بين هؤلاء : الأمريكي إدوارد ورمسي،و الفيلسوف البريطانى برتراند راسل الحاصل على جائزة نوبل للسلام ،والكاتب الروسي تولستوي والمفك الكبير برنارد شو، والفرنسي جاك بيرك،و البروفسور كارادي فو،وإميل دير منغم ،واللورد هيدلي وغيرهم. وفي كتاب (الخالدون مائة أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم) ، الذي ترجمه الكاتب الصحفي الكبير أنيس منصور رصد المفكر الغربي "مايكل هارت" الغربي العطاء الإنساني ل 100 شخصية غيرت العالم وهو عالم فلكى يعمل فى هيئة الفضاء الامريكى ، وبرغم أن الكتاب أعيدت طباعته وتغير ترتيب الأسماء فيه إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقي رقم (1) ،وهذا إنصاف من شخصية غير مسلمة احترمت الحقيقة بشجاعة وجرأة، ولم يخش في الحق لومة لائم. لا نقول إلا وداعا للحضارة العربية المتعصبة..وطبت حيا وميتا يارسول الله.. وأبشر بوعد الرحمن : (إنا أعطيناك الكوثر* فصل لربك وانحر* إن شانئك هو الابتر) . أبشر يا حبيبنا يا رسول الله بالكوثر وبالمقام الرفيع المحمود في جنان الرحمن، وفي كنف ورعاية رب العزة، وإن عدوك ومبغضك هو الأبتر الخاسر في الدنيا والآخره المقطوع نسله وأصله، وتوعد الله كل مسيء باللعن والعذاب الأليم في محكم كتابه العظيم:( إنا كفيناك المستهزئين) صدق الله العظيم.
بقلم متابعات
متابعات
رئيس مجلس إدارة شركة ريكون للمقاولات يحتفل بتخرج نجله حسن مهندساً
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
د. الخشت يتفقد أول اختبارات الميد تيرم بجامعة القاهرة الدولية
بقلم ساره أيوب
ساره أيوب
اسيا تورتشييفا تشهد معرض من اول السطر
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
نائب المحافظ: الدفع ب ١٠ سيارات لشفط تراكمات المياه الناتجة عن كسر ماسورة مياه بمحيط سور مجرى العيون
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
الأرصاد تحذر من طقس الأيام القادمة
بقلم عبدالناصر عبدالله و حماده يوسف وساره أيوب
عبدالناصر عبدالله و حماده  يوسف وساره أيوب
"أهمية العمل التطوعى وتنمية البيئة" حملة توعية أطلقتها جامعة مدينة السادات لطالبات المدن الجامعية
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
فوز عضو هيئة تدريس بقسم جراحة المخ والأعصاب بجامعة الأزهر بالمركز الأول في الإنتاج العلمي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
ميدو: الأهلي تعاقد مع مدرب "معلم" وهذا دور حسام غالي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
الزمالك يتوصل لاتفاق نهائي مع محمود جاد.. وموافقة إنبي تحسم الصفقة
بقلم احمد سامي
احمد سامي
فيريرا يعلن قائمه الزمالك لمباراة الهلال السعودي
المزيد من مقالات الرأى

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر