12:59 | 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
شوقي محمد

حرائق تونس السياسية.. ولعنة الديمقراطية !!

الأحد 08-05-2022 12:41 م
حرائق تونس السياسية..  ولعنة الديمقراطية !!
بقلم د/خالد محسن
وكما هو الحال في معظم بلدان العرب هناك قوي وأطراف مغرضة هدفها الهدم وتقويض الاستقرار ،ويبدو أن أهل ثورة الياسمين بتونس علي موعد مع الحرائق السياسية من جديد ،والصدام بين أبناء الوطن الواحد ، فالمشهد العبثي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القوي والأطياف السياسية لم تستوعب بعد دروس الربيع العربي،أو دروس حرب أوكرانيا، وبات الخلاف الوطني يهدد بكارثة ديمقراطية وإنسانية، قد تقود البلاد لهاوية سحيقة!. الأحداث المتلاحقة تؤكد أن مؤشرات انسداد الأفق السياسي تحوم من جديد حول تونس بعد عام تقريبا من قرارات الرئيس قيس بن سعيد،وتوقف الحياة السياسية وتأزم المشكلة الاقتصادية بعد رفض معظم القوي الوطنيه التعاون والتوافق لتجاوز المرحلة الانتقالية بلا خسائر. تونس أمست في منعطف سياسي بعد اشتعال الحرائق السياسية ،والتي تحولت لحرائق فعلية في مختلف أنحاء البلاد ،وزاد عددها عن 110حرائق بمختلف أرجاء البلاد وفي وقت متزامن ، ولا شك أنها حوادث مدبرة بفعل فاعل ، أفسدت علي أهل تونس فرحة الإحتفالات بعيد الفطر المبارك وحولتها لأوجاع وآلام. مشاهد الدمار المأسوية عادت بالذاكرة إلى الماضي القريب قبل عام حين اشتعلت النيران بالغابات وبعض الزراعات وحقول القمح ،والتي تزامنت مع قرارات الرئيس قيس بن سعيد والتي اعتبرها البعض تجميدا للحياة السياسية وليس بداية لإصلاح مؤسسات الدولة وتم إلقاء القبض علي بعض مقترفيها، وتقديمهم للمحاكمة. وفي تصوري وعلي كافة المقاييس الإنسانية والوطنية والعقيدية، فمهما تصل درجات الخلاف السياسي والخصومة الحادة ،فلا تبرر بأي حال من الأحوال أن يقدم أحد الأطراف بتدمير مقدرات بلده ،أو الانتقام من غريمه بمنطق "علي وعلي أعدائي"، فسياسة الأرض المحروقة ،فكرة حمقاء زرعها مغرضون ،لا يعلمون معني الإنتماء للأرض والوطن. ولا يحصد الفرقاء إلا آثارها وتداعياتها المرة المدمرة معنويا وحسيا، والتي لا تأتي إلا بالمزيد من الشقاق وإزكاء روح الانتقام والثأر ،وهو ما أفرزته ثورات الخريف العربي التي حركتها أطراف خارجية لصنع المزيد من الفوضي، كما عايشناها في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان ، وغيرها. واعتقد أن التجارب تتشابه فصولها وأحداثها وتكرر نفسها، وأخطاء القوي السياسية أكثر تكرارا وبنسخ الكربون ،فالمأزق الأكبر لدي معظم القوي الوطنيه في كافة المآسي العربية السابقة، غياب الوعي والإدراك بحجم ما يحاك للأمة ،والفهم الخاطيء لمفهوم الدولة القوية وكيفية تدعيم أركانها الأساسية، وعدم الإيمان بوطن يتسع للجميع ويستوعب كافة الأطياف،وأيضا الجهل بأسس وأصول الانتقال السلمي للسلطة والتحول الديمقراطي ،وغياب النضج السياسي لدي جماعات الإسلام السياسي. وقد تحولت الديمقراطية بهذا الفهم المنقوص إلي لعنة ممقوتة ، لا تجلب الشعوب من حصادها إلا الخيبة والدمار وضياع الهوية، وتوقف عجلة التنمية. والناظر المتفحص لأحوال التونسيين، سيكتشف عمق الأزمة الاقتصادية التي يعيشها أبناء تونس وتفشي قضايا الفساد بين عدد من رجال الأعمال، مع تأثرها بالمتغيرات والأزمات الدولية، علاوة علي الأزمات السياسية، المتلاحقة، ولا أمل للخروج من هذا المسار المظلم إلا بحوار وطني متعقل يحدد مكامن الوهن والمرض،ويستوعب كافة الرؤي والتوجهات. وما تزال أصابع الاتهام تشير إلى بعض الفصائل المتشددة من حركة النهضة وبعض الأحزاب المناصرة، ويري البعض أن هناك ترتيبات خفية يجري الإعداد لها تتعلق بالانتخابات القادمة الحياة السياسية القادمة. والبعض يتهم الرئيس التونسي بالفشل في إدارة المشهد السياسي وتحقيق التوافق بين مختلف القوي السياسية. وهناك تخوفات أن تتحول الخلافات المتصاعدة لإشتباكات وصدامات عنيفة، لكن خلاصة المشهد أن هناك أخطاء جمة اقترفتها حركة النهضة الإسلامية،والتي فشلت في إدارة البلاد والخروج بها لبر الأمان بعد سلسلة من الأزمات الاقتصادية، ثم حالة الانقسام الحاد بين قادتها وعجز الغنوشي،وإخوانه في الخروج بحلول غير تقليدية لتجسير الفجوات وحلحلة الجمود ودفع العمل السياسي قدما. ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فمعظم حركات الإسلام السياسي السياسي ترتدي ثياب الوسطية والاعتدال،ثم تتخلي تدريجيا عن منهجها ،حين تتراقص أمامها كراسي الحكم وشهوة السلطان!. والحق يقال أن حركة النهضة تحلت بالرشد والتعقل مع بدايات ثورة الياسمين، ورفضوا الاستيلاء علي السلطة ونصحوا إخوانهم بمصر قبيل وإبان فترة توليهم سدة الحكم ،بضرورة العمل لإيجاد صيغة للتوافق مع القوي السياسية وتجنب الفتنة والانفراد بتصدر المشهد ، ولكن النصيحة لم تجد آذانا صاغية وذهبت أدراج الرياح وتغلبت الصقور الجامحة علي الحمائم وصوت العقل ، وشهدت مصر أسوأ الأحداث خلال عام حكم الإخوان. ولكن يبدو أن تطلعات الحكم والنفوذ قد تسللت لرموز جبهة النهضة فجاء الحصاد الموجع ،ولا عزاء لبسطاء الشعب التونسي والشعوب العربية الحالمة بالديمقراطية الحقيقية أو لمن يحلمون بمشروع حضاري إسلامي يعيد للأمة رشدها ومسارها الصحيح، ويقودها نحو التقدم والازدهار. ويبقي الخزي والعار للخونةوالعملاء ..والمجد والخلود للشهداء الأبرار.
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
د. الخشت يتفقد أول اختبارات الميد تيرم بجامعة القاهرة الدولية
بقلم ساره أيوب
ساره أيوب
اسيا تورتشييفا تشهد معرض من اول السطر
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
نائب المحافظ: الدفع ب ١٠ سيارات لشفط تراكمات المياه الناتجة عن كسر ماسورة مياه بمحيط سور مجرى العيون
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
الأرصاد تحذر من طقس الأيام القادمة
بقلم عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
 عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
"أهمية العمل التطوعى وتنمية البيئة" حملة توعية أطلقتها جامعة مدينة السادات لطالبات المدن الجامعية
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
فوز عضو هيئة تدريس بقسم جراحة المخ والأعصاب بجامعة الأزهر بالمركز الأول في الإنتاج العلمي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
ميدو: الأهلي تعاقد مع مدرب "معلم" وهذا دور حسام غالي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
الزمالك يتوصل لاتفاق نهائي مع محمود جاد.. وموافقة إنبي تحسم الصفقة
بقلم احمد سامي
احمد سامي
فيريرا يعلن قائمه الزمالك لمباراة الهلال السعودي
بقلم سعيد سعدة
سعيد سعدة
"التعليم" تشارك في فعاليات ملتقى شباب العاصمة الإدارية الجديدة غدًا الإثنين
المزيد من مقالات الرأى

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر