حب الوطن

حب الوطن فرض وحق وواجب على كل إنسان يحيا على ارض الوطن ،فحب الوطن ينمو بداخل كل فرد  مع كل شربة ماء أرتوى بها  من نيله   وكسرة خبز طعمها من خير  أرضه  وسماء أظلته وأرض أحتوته .
 فله حق عليه أن  يدافع عن أرضه وأهله ويفتديها بروحه ودمه ويسعى لبنائه بسواعد ابنائه  ويحقق اكتفائه بعمله وإجتهاده ..كم مر على هذا الشعب من محن وحروب وأزمات  لم ينكسر يوما..بل ازداد حبا ودفاعا وفداء لوطنه وأنتماء وولاء وامتلك ارادته وعبر بوطنه من محنته لانتصاراته وتقدمه ورخائه..
تعالوا نسترجع دروس  التاريخ منذ عهد  أحمس والهكسوس مرورا بالتتار والمغول والصليبيون والفرنسيون والأنجليز وحروب خاضها الأجداد ليتركوا لنا وطنا يفتخر به الأحفاد ..
حاربنا وانتصرنا  وانهزمنا وعدنا لننتصر من جديد بارادتنا وبسواعدنا وعشقنا لوطننا هزمنا المستحيل ،فهل سنقف الأن ونقول ماذا سنفعل..أم سنمتلك ارادتنا   ونبنى  الجسور  ونتقدم إلى الأمام  بسواعد أبناء الوطن المخلصين والأكفاء..
فتعالوا نرى الوطن  بعيون ملؤها النور و الأمل والحب واليقين بالله والسعى والعمل والفداء للوطن ..تعالوا نسترجع تاريخ الاجداد وكيف بنوا  حضارتهم بالعمل والفداء وتركوا أثارا شاهدة على عظمة الأجداد..ونحن مارون على أرض الوطن فلننظر إلى أرضنا الطيبة وزراعتنا المثمرة ومصانعنا العملاقة  التى تنتشر فى ربوع وطننا ،بل  فلننظر إلى البشر الذين وهبهم الله القدرة على العمل والصبر والجلد وحب الوطن..
أعلموا ما معنى كلمة وطن  وكيف يكون الحب والولاء والانتماء ليس بالكلمات وإنما بالعمل والجهد   والعلم تبنى البلاد ..
نعم نحن فى ازمة عالمية القت بظلالها على الدولة المصرية ومشكلات داخلية نتبجة اخطاء وتراكمات مر بها هذا الوطن على مر السنين وهناك على الجانب الأخر إنجازات تحققت بأيدى أبناء الوطن ..
  فدعونا لا  ننظر إلى الجانب السلبى و نيأس ونجلس نتحدث  بل   نمتلك إراداتنا  وبعقول علمائنا  وعلومهم  نخطط وبسواعد أبنائنا   نعمل ونسعى ونجتهد لكى نمر من محنتنا ونعبر بسفينة الوطن نحو شاطئ الأمان والسلام..نعم نعانى من بعض المشكلات ومنها  الغلاء  والفساد والتضخم ..ولكن الحل يتمثل  فى مزيدا من العمل والإنتاج والاستفادة من مقوماتنا الطبيعية والبشرية فى مشروعات منتجة تحقق الاكتفاء و تزيد الدخل وتقضى على البطالة ،فلن تحل مشكلتنا  إلا بسواعدنا وإرادتنا وعقولنا المفكرة وعلمائنا وشباب أمتنا  فنحن نمتلك من الخيرات والثروات ما لا يحصى وأهمها الإنسان المصرى الأصيل المحب والعاشق لوطنه الذى يفتديه بروحه ودمه..فتعالوا ننظر إلى الوطن بعين ترى الايجابيات لتستكملهاوعين ترى السلبيات لتتداركها وتقضى عليها ..فان اغمضنا عيوننا فكيف سنقضى على المشكلات مع عدم  السماح  للدخلاء والغرباء والأعداء بالمساس بأمن الوطن سواء كان العدو خارجيا ام داخليا فجميعهم  سواء خونة ومتربصين.. فكم مر على هذا الوطن من أعداء  فهزموا بفضل وعى الأمة وإتحاد ابنائها جيشا وشعبا فعبروا بالوطن وحافظوا عليه ضد كل عميل وخائن وجبان فالوعى منقذ الشعوب   والجيش  صخرة الدفاع عن الأمة ضد الأعداء فى كل زمان ومكان..لا اقول كلمات بل تاريخ مر على هذا الوطن  وعبر  الإجداد بالوطن إلى شاطئ الأمان.. والسؤال ماذا يجب علينا لنعبر من هذه المحنة .
لا يوجد فرق بين مواطن واخر فكلنا ابناء هذا الوطن ولكلا منا دوره يجب عليه القيام به  سواء فى المجال الاقتصادى والإدارى والتنفيذى والقانونى والرقابى  .
 الدور الأساسى والرئيسى  للجهات التنفيذية والرقابية والإدارية فى القيام بالعمل فى جميع المجالات وانفاذ القانون بحزم وردع..اقامة لجنة تشكل من  العلماء المختصين ليضعوا رؤيتهم للمشكلات وسبل الحل للخروج منها فالعلم  السبيل للعبور والعلماء والمفكرون هم  أداة حل المشكلات على مر العصور..فرض مزيدا من الرقابة والمتابعة وبخاصة على الأسواق والمراكز التجارية وتطبيق القوانين ومعاقبة المخالفين والمقصرين الذين لا يقومون بواجبات وظيفتهم..فتح مزيدا من المراكز التجارية التابعة للدولة  للقضاء على الاحتكار وزيادة الاسعار..اقامة المزيد من المشروعات الانتاجية التى تحتاجها الاسواق المحلية فالعمل والإنتاج السبيل لتحقيق الاكتفاء والحد من الاستيراد وبهذا تنخفض قيمة العملة الخارجية كالدولار  طبقا لنظرية العرض والطلب..القضاء على الفساد بكل اشكاله الإدارى والإعلامى والتجارى بتنفيذ وتطبيق  القوانين .
تطوير القوانين الاستثمارية للقضاء على المعوقات وفتح افاق جديدة فى مجال الاستثمار الوطنى والاجنبى ..عدم استيراد السلع إلا للسلع الاساسية والمواد التى تدخل فى مستلزمات الانتاج لتشغيل المصانع المصرية..استخدام راس المال الوطنى فى مشروعات انتاجية صناعية وزراعية ودوائية..الاستعانة بالمصريين بالخارج فى ابداع شهادات دولارية الحد الادنى 1000 دولار لمدة 3 سنوات بصفر فائدة  لايجاد العملة الصعبة التى يحتاجها الوطن .. تفعيل الانشطة الثقافية والرياضية فى جميع المنشأت التعليمية والثقافية والرياضية لتخرج من حيز الاصدار إلى حيز التنفيذ ..التكافل بين ابناء المجتمع ودعم الفقراء والمحتاجين والمرضى  والأيتام فهم الأولى بالرعاية  والدعم.. تطوير المنظومة الإدارية تحقيقا  لاختصار الوقت وإنجاز الأعمال فى سهولة ويسر..زراعة جميع الأراضى الصالحة للزراعة بالمحاصيل الزراعية الاساسية التى يحتاجها المواطن وتحقق الاكتفاء الذاتى فلن يطعمنا سوى أرضنا وغرس يدينا وزرعنا..اقامة المزيد من المشروعات المنتجة  فى جميع المجالات الاقتصادية والاستفادة من المقومات الوطنية والثروات الطبيعية و البشرية فى  مشروعات منتجة ..ترشيد الاستهلاك وتخفيض النفقات واتباع نظرية فقه الاولويات..دور الإعلام فى نشر الوعى الوطنى والاجتماعى والاقتصادى والثقافى  ومعاقبة الخارجين فى القنوات الإعلامية عن القانون ومحاولة هدم قيم وثوابت وعقيدة الأمة وهدم قيمها وثوابتها فتصبح بلا هوية  فيسهل تدميرها كما دمرت دولا وشعوب فالسلاح الإعلامى له وجهان أحدهم  هادم  والأخر  بناء..الاستفادة من موقعنا التاريخى وثرواتنا السياحية فى جذب السياحة العالمية ..عرض خريطة مشروعات محددة  يتم عرضها للمشاركة واقتسام الارباح وتبادل المنتجات مع الدول العربية فالتكامل العربى والاستثمار من خطوط المواجهة والتكامل والتنمية الاقتصادية  المشتركة..  
تطبيق القوانين فهى حماية للمجتمع  ومنع  وردع  تحقق العدل والسلام الإجتماعى ..
 فى النهاية 
همسة فى اذن كل مواطن فرد ومسئول  سواعدنا هى  التى ستبنى الوطن وعقولنا هى أداة خروجنا  ومقوماتنا سلاحنا للعبور  بسفينة الوطن نحو التقدم والبناء والرخاء..
 فهل وعينا الدرس أم مازلنا لم نستوعبه العمل ثم العمل ثم العمل ولنا فى الأجداد قدوة ومثل..هذا  بعض ما يمكن ان نقدمه لنجتاز هذه المحنة ونعبر بوطننا نحو شاطئ الأمان بعيون  ترى النور والأمل وعيون  تعشق الوطن ..فحب الوطن فرض وواجب وحق  والدفاع عنه رسالة وبنائه أمانة ..دعونا نردد حب الوطن فرض عليه افديه بروحى وعنيه.