21:52 | 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
شوقي محمد

جرائمكم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم..!

الثلاثاء 22-12-2020 08:34 م
جرائمكم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم..!
احمدفتح الله

وللبرلمان الأوروبى الذى يتشدق بالحديث عن حقوق الإنسان ويتخذ من هذه القضية ذريعة للتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية فإننا نقول إن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وأن ما ارتكبه الاستعمار خلال سنوات الاحتلال من مجازر ونهب ثروات وتجارة بالعبيد ودعم الانقلابات وتمويل جرائم الحرب يستدعى وقفة مع دول الاستعمار ويستلزم تقديم الاعتذار والتعويضات قبل أن يتحدثوا عن حقوق الإنسان الآن.
وإذا كانوا سوف يردون علينا بأن ما ارتكبوه من جرائم كان فى عهد الآباء وأن الأبناء لن يدفعوا ثمناً لجرائم الآباء فإن هذا القول الباطل مردود عليه بأن الأبناء مازالوا يستمتعون بما استولى عليه الآباء.. ومازالوا يعيشون على الثروات التى ليست ملكاً لهم..!
ونذكرهم بأن ألمانيا مازالت تدفع التعويضات حتى الآن عن جرائم الإبادة الجماعية التى تعرض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وأن ألمانيا فى كل مناسبة تكرر الاعتذار لإسرائيل والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل جددت الاعتذار لإسرائيل وقالت إن ألمانيا تشعر بالعار إزاء هذا الماضي..!
واليابان بدورها قدمت عدة اعتذارات عن الأفعال التى ارتكبتها خلال الحرب العالمية الثانية وتعهدت لدول الجوار بعدم شن أى حرب ثانية.
>>>
ولكن الاستعمار ودول الاحتلال ترفض أن تقدم لنا الاعتذار وترفض التعويضات عن سنوات القهر والإذلال.. عن حوادث القتل الجماعية، عن المجازر الجماعية التى ارتكبت منذ عام ٧١٩١ بعد انهيار الدولة العثمانية وبعد نشوء ما يعرف باتفاقية سايكس ـ بيكو لتقسيم ممتلكات الرجل المريض تركيا بين بريطانيا وفرنسا، وهى الاتفاقية التى بمقتضاها بدأ الاستعمار يكشر عن أنيابه ليستولى على بلادنا وخيراتها وثرواتها، وفى سبيل ذلك لم يتوان أو يتردد فى تنفيذ عمليات الإعدام الجماعية وقتل الآلاف من مواطنى الدول التى قام باحتلالها بدم بارد.
ولا ننسى مجازر الجزائر، هذا البلد العربى الذى دفع فاتورة الاحتلال بمليون ونصف المليون شهيد ضحوا بأرواحهم فى سبيل الاستقلال.
ونذكر البرلمان الأوروبى الذى لا يتوقف عن إصدار بيانات تتحدث عن حقوق الإنسان بما حدث فى مجزرة ٨ مايو ٥٤٩١ فى الجزائر عندما خرج مئات الآلاف من الجزائريين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية يطالبون فرنسا بالوفاء بتعهداتها بمنحهم الاستقلال..!
ففى هذا اليوم المشئوم لقى ٥٤ ألفاً من المتظاهرين مصرعهم فى أكبر مجزرة جماعية فى يوم واحد دون أدنى مشاعر من الرحمة أو الإنسانية.
وما فعله الاحتلال فى الجزائر قام به فى تونس والمغرب وفى ٦١ دولة إفريقية احتلتها بالحديد والدم.
>>>
والامبراطورية البريطانية التى كانت تفخر بأنها امبراطورية لا تغيب عنها الشمس كانت تمارس أيضاً أبشع صنوف الإذلال للشعوب التى احتلتها، ويكفى أنهم فى عام المجاعة فى بنجلاديش عام ٣٤٩١ فإن ٤ ملايين من البنجلاديشيين ماتوا من الجوع بينما كانت القوات البريطانية تنقل المواد الغذائية من بنجلاديش إلى الجنود البريطانيين فى دول أخرى وتترك المواطنين للموت جوعاً.
والقوات البريطانية ارتكبت فى الهند جرائم لا تعد ولا تحصى فى معسكرات الاعتقال للهنود التى خلت تماماً من أدنى الحقوق الإنسانية.
وهنا فى مصر فإن الاحتلال البريطانى الذى بدأ منذ عام ٢٨٨١ استمر جاثماً فوق صدورنا ٣٧ عاماً تم خلالها استهداف مقدرات الشعب ونهب ثرواته، ولم يكن مقدراً لهذا الاستعمار أن يحمل عصاه ويرحل إلا بالمقاومة الشعبية وبكتائب من الفدائيين ثم بحركة الضباط الأحرار الذين قادوا مصر إلى ثورة يوليو ٢٥٩١ والتى كان من أهدافها القضاء على الاستعمار وأعوانه.
وما كتبناه هو جزء من جرائم كثيرة متعددة يجب أن يتم توثيقها وتجميعها من أجل الإنصاف وعدم النسيان لمقاضاة هذه الدول الاستعمارية أمام المحاكم الدولية وصولاً إلى حقوق الإنسان للدول التى تم احتلالها وانتهاك حقوق شعبها.
إن الذين يقفون فى البرلمان الأوروبى يتحدثون عن حقوق الإنسان فى دول أخرى عليهم أن يراجعوا ضمائرهم أولاً وأن يحتكموا إلى عقولهم وأن يقرروا أن الوقت قد حان لوقفة مع الماضى تثبت أن الإنسانية لا تتجزأ وأن ما ارتكبه الآباء والأجداد من جرائم لا يسقط بالتقادم.. وأن عليهم الاعتذار ورد ما اغتصبوه من ثروات.
>>>
وحين نتحدث فى ذلك فإننا لا ندعو إلى صفحة من التباعد والاختلاف والعداء بقدر ما ندعو إلى لغة الحوار القائم على الاحترام والتكافؤ بعيداً عن الهيمنة والوصاية، وندعو إلى تبادل سليم وصحيح للمعلومات والحقائق حتى تكون المواقف والقرارات متوافقة مع الواقع والمتغيرات والخصوصيات.
وحين نكتب فى هذا المعنى فإننا نرفض استخدام ورقة حقوق الإنسان فى الضغط علينا لتنفيذ سياساتهم وأهدافهم، ونرفض لهجة الحديث الاستعلائية التى لا تتسم بالموضوعية ولا باحترام سيادة الدول الأخرى وقوانينها وشئونها الداخلية.
لقد تجاوز البرلمان الأوروبى حدوده فى مرات عديدة وأصدر العديد من البيانات التى تثير عداء غير مطلوب وتباعداً غير مرغوب فى وقت نطالب فيه بأن يكون العالم أكثر تلاحماً وتفاهماً لمواجهة أزمات وكوارث أشد خطورة وفتكاً وألماً.
>>>
وأخيراً..
إذا تعرضت لإساءة..
فلا تفكر فى «أقوي» رد!!
بل فكر فى «أحسن» رد
الأخلاق السامية شيء رائع....

بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
د. الخشت يتفقد أول اختبارات الميد تيرم بجامعة القاهرة الدولية
بقلم ساره أيوب
ساره أيوب
اسيا تورتشييفا تشهد معرض من اول السطر
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
نائب المحافظ: الدفع ب ١٠ سيارات لشفط تراكمات المياه الناتجة عن كسر ماسورة مياه بمحيط سور مجرى العيون
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
الأرصاد تحذر من طقس الأيام القادمة
بقلم عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
 عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
"أهمية العمل التطوعى وتنمية البيئة" حملة توعية أطلقتها جامعة مدينة السادات لطالبات المدن الجامعية
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
فوز عضو هيئة تدريس بقسم جراحة المخ والأعصاب بجامعة الأزهر بالمركز الأول في الإنتاج العلمي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
ميدو: الأهلي تعاقد مع مدرب "معلم" وهذا دور حسام غالي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
الزمالك يتوصل لاتفاق نهائي مع محمود جاد.. وموافقة إنبي تحسم الصفقة
بقلم احمد سامي
احمد سامي
فيريرا يعلن قائمه الزمالك لمباراة الهلال السعودي
بقلم سعيد سعدة
سعيد سعدة
"التعليم" تشارك في فعاليات ملتقى شباب العاصمة الإدارية الجديدة غدًا الإثنين
المزيد من مقالات الرأى

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر