تآكل دعم اليهود الامريكان لاسرائيل بعد حرب غزة
بقلم
د مدحت خفاجى
حزب الوفد
إنزعج اليهود الامريكان من تصرف إسرائيل العنصرى فى حرب غزة من إتباع أحط أنواع التصرفات فى الحروب من ضرب المستشفيات والتطهير العرقى بقتل وإصابة مايزيد عن ١٠٠ الف فلسطينى بين شهيد ومصاب، وقتل طواقم سيارات الاسعاف وضرب المصابين فى سيارات الاسعاف لقتلهم قبل وصولهم للمستشفيات وقتل كل من يسير على الطرق وهدم البنية الاساسية للمدن فى غزة ومحاولة قتلهم بالتجويع بمنع وصول الغذاء لهم بكل الطرق .وشعر اليهود الامريكان بالخطر لانهيار سمعتهم بين مواطنيهم. ويمكن أن يؤدى ذلك الى موجة جديدة من إضهادهم فى أمريكا.فقام اليهود فى أمريكا بمظاهرات ضد إسرائيل وأبلغ يافطة مكتوب عليها ليس باسمنا هذه التصرفات (Not in our name as jewish). فهم يتبرؤون من تصرفات إسرائيل فى تلك الحرب. وقد تضاءل دعم اليهود الامريكان لاسرائيل لان ماكانت تروج له إسرائيل أن اليهود سيجدوا ملاذا آمنا لهم فى إسرائيل إذا تم إضطهادهم فى البلدان التى يعيشون فيها. ولكن هذا الفرض ليس قائما الآن لانه لايمكن إضطهاد أقلية عرقية فى أى دولة لتنامى منظمات حقوق الانسان فى كل الدول الذين سيدافعون عنهم. وحدث حادث أخيرا هو إعتراض أهم شخصية يهودية فى أمريكا وهو تشاك شومر رئيس الاغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ الامريكى الذى إعترض على تصرفات نتنياهو وطالب بتغييره عن طريق إنتخابات جديدة للكنيست الاسرائيلى.وقد تضاءلت تبرعات اليهود لمنظمة الايباك ( ٤٥٠ الف عضو من اليهود) من أكثر من ٢٥٠ مليون دولار عام ٢٠٢١ الى أقل من ٦٠ مليون دولار فى عام ٢.٢٢. وقد بدأ اليهود الامريكان بالذوبان فى المجتمع الامريكى لان ٤٠٪ منهم يتزوجون من غير اليهود.
وإذا إستمرت هذه الموجة من إبتعاد اليهود الامريكان عن دعم إسرائيل سيتغير تصرفات الادارة الامريكية من دعم إسرائيل الى موقف أكثر عدلا من الصراع العربى الاسرائيلى. وستصبح دولة إسرائيل منعزلة دوليا وستصبح كيانا منبوذا لااحد يريد شراء منتجاتها أو يبيع منتجاته لها. وسيهرب منها المطبعون العرب على أساس أنها لم تستطيع الانتصار على المقاومة الفلسطينية فكيف يمكن أن تدافع عنهم ضد أي هجوم إيرانى عليهم؟.