23:11 | 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
شوقي محمد

الحوار وآدابه ج (٣) بقلم: احمد داوود نستكمل ما بدأناه عن الحوار وأهميته واليوم نتحدث عن آداب الحوار التي يجب أن نلتزم بها

الخميس 18-11-2021 10:23 ص
الحوار وآدابه ج (٣) بقلم: احمد داوود نستكمل ما بدأناه عن الحوار وأهميته واليوم نتحدث عن آداب الحوار التي يجب أن نلتزم بها
متابعات
1- إخلاص النية لإظهار الحق: - لابد أن نحدد داخلنا أن الغرض الوصول للصواب والحق وعدم التعصب لآرائنا كما قلنا بالأمثلة للرسول والصحابة في مواقف مختلفة. 2- الاحترام المتبادل: - نجد أن الرسول في حواره مع المشركين في صلح الحديبية كان يحترم المتحاورين معه ولا يقلل منهم ولم يقلل من احترامه لأحد من المخالفين له في رأيه سواء في حادثة النخل أو غزوة بدر كما ذكرنا في الأمثلة السابقة. فقوي الحجة يناقش بالفكر والرأي ويؤيد كلامه بالحجة وأما ضعيف الحجة يناقش بالطعن والتحقير في الأخر وهذا دليل على ضعف فكره وموقفه. 3- التحلي بالأخلاق وعدم الغضب والصدق: - -قال الله تعالى: - (وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا) وقال الإمام الرازي عن الغضب: - (إنه لا يبقي سداداً للفكر وعند اختلاله لا مطمع في الفهم فيفوت الغرض). وقال ابن القيم: - (الغضب عدو العقل وهو له كالذئب للشاة قلما يتمكن منه إلا اغتال العقل). فبعدم الغضب يتجنب المحاور السب والقذف والاحتقار أو أي ما يسيء إلى أحد من المتحاورين وبعدم الغضب نحافظ على مستوى الذكاء والثبات الانفعالي لدى المحاور وقت الحوار فلا يخطأ في المعلومات ولا في الحديث فهذا يساعد الفرد على إقناع الآخرين بوجهات النظر بالهدوء والأخلاق الحميدة. فالغضب والسب لغة المفلس. وأيضاً من المهم الصدق في الحوار من أجل الوصول إلى الحقيقة المجردة. 4- عدم الصياح وقول اللين: - -قال الله تعالى: - (...وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ ...) الصياح ورفع الصوت يكون نتيجة لضعف الحجة والخطأ ولا يؤدي أبداً إلى الفهم أو إلى نتيجة أو وجهة نظر مشتركة ترضي كل الأطراف. بل يؤدي إلى التباعد بين المتحاورين وزيادة الخلاف وعدم الاتفاق. فروى أن المازني ناظره إنسان كثير الصياح والشغب فقال المازني: أخبرنا الشافعي أن أبا حنيفة ناظر رجلاً فكثر صياح أبو حنيفة فمر به رجل قال: أخطأت يا أبا حنيفة. فقال أبو حنيفة: ما هذه المسألة. فقال الرجل: لا أدري. فقال الإمام: فكيف عرفت أني مخطأ. قال الرجل: لأنك إذا أخطأت صحت وإذا أصبت رفقت فعلمت أنك أخطأت حيث رأيتك تصيح. فلا يكون الحوار والإقناع بعلو الصوت ولكن يكون صوت المتحدث مناسباً للموضوع فيكون بقوة ولكن ليس بصياح ولا يكون رتيباً حتى لا يشعر المستمعون إلى الحوار أو النقاش بالملل. ويجب أن يكون الحوار باللين والرفق والهدوء من أجل الإقناع فمستحيل إقناع فرد بشيء إذا كان الحوار به قوة وعنف أما اللين والهدوء يجعل من النقاش متقارب بين الطرفين. 5- حسن الاستماع والإصغاء: - من أهم ما يبين الشخص هو حسن الاستماع وعدم مقاطعة الآخر. فنجد الرسول في حديثه مع عتبة بن ربيعة يقول له: قل يا أبا الوليد. ليسمعه وانتظر حتى ينتهي من كلامه حتى سكت قال الرسول: أفرغت يا أبا الوليد. ليتأكد من انتهائه من كلامه ليبدأ بالرد عليه دون أن يقاطعه واحتراماً له ولكي يظهر المتلقي للمتحدث أنه يهتم به ويحترمه رغم الخلاف في الحديث، ولكي يعي الكلام جيداً ليستطيع الرد عليه بمنطق سليم. 6- حسن الألفاظ واللين والصبر بالحديث: - -قال الله تعالى: - (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ) (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...) (...وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا...) (...وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ ...) (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) نرى بالآية الأولى وصية الله تعالى لسيدنا موسى وسيدنا هارون بأن يذهبا إلى فرعون ويقوله له قولاً ليناً ويحاوروه بالحسنى واللين رغم طغيانه وكفره بالله. وهذا ليكون للحديث جدوى ويكون متقبل من الآخر. نجد حوار الرسول مع ضمام بن ثعلبة عندما أتى عليه في المسجد وهو جالس مع أصحابه: - (قال ثعلبة: أيكم محمد؟ فقال الصحابة: هذا الرجل الأبيض المتكئ. فقال له الرجل: ابن عبد المطلب فقال النبي: قد أجبتك. فقال الرجل: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك. فقال النبي: سل عما بدا لك. فقال: يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك؟ قال: صدق. قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله. قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله. قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله. قال: فبالذي خلق السماوات وخلق الأرض ونصب هذه الجبال. الله أرسلك؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا؟ قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا؟ قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا؟ قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا؟ قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا؟ قال: نعم.) فنجد الرسول وهو يحدث الرجل الذي ما انفك أن يشد عليه في الحديث ويستحلفه ويعدد أركان الإسلام عليه ويريد أن يتصيد له الأخطاء إلا إن النبي لم يخرج عن هدوئه وحلمه وصبره واللين في الحديث مهما طال أو شد عليه المحاور تأكيداً على اللين والحسنى والجدال بالكلمة الطيبة من أجل الإقناع وتوصيل المعلومة في كل المواضيع ويكون للحوار والنقاش جدوى ويكون من متقبل من الآخر، حتى أن الجدال والحوار في الأديان يكون بالحسنى. 7- عدم الاستئثار بالحديث وترك مساحة للآخر بالحوار: - من حسن الحوار أن نعرف متى نتكلم، ومتى نسكت والأهم أن نعطي للآخر الفرصة والمساحة في التعبير عن رأيه ليتحدث ويبين وجهة نظره، ولا نستأثر بالحديث. وحوارات الرسول مع قريش ومع عتبة بن أبي ربيعة التي ذكرناها تؤكد على هذا فحسن الاستماع يبين وجهات النظر والآراء الأخرى حتى لو كانت باطلاً، ولكن هذا لكي نستطيع أن نفهمها ونفندها جيداً حتى نستطيع الرد عليها بأدلة مقنعة ونبين خطأها ونظهر الحق. فيكون الحديث متبادل بين أطراف الحوار دون أن يستأثر أحد به. 8- احترام المحاور: - الاحترام المتبادل الذي ذكرناه من قبل لا يقف عند احترام رأيه فقط ولكن يأتي بالمواجهة لوجه المحاور وعدم تركه عندما يتحدث ونهمس لشخص آخر أو نعبث بالأوراق أو أي شيء أو الاستهزاء والضحك على كلامه فلابد من التوقير له لنبين له شدة الاهتمام بالحوار والحديث معه ومدى أخلاقنا واحترامنا له ولرأيه. 9- إقرار حرية الفكر والرأي لقبول الاختلاف وحرية التعبير: - -قال الله تعالى: - (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ ...) (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ) (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) نسمع عمر بن الخطاب عندما قال له شخص: اتق الله يا عمر. فقال له: لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعها. وعندما عارضته امرأة في أحد الآراء وصححت له كلامه، لم ينكر عليها بل صحح من كلامه ولم يتشبث برأيه. تدليلاً على حرية الرأي والتعبير عنه وقبول الاختلاف. فإذا كان الله في الآية يعطي لكل فرد أن يكون له حرية ورأي في اختيار دينه فلابد أن نقر بأن كل شخص له حرية الفكر والرأي والتعبير عنه لقبول الاختلاف معه. وقال أبو يوسف والحسن بن زيادة عن الإمام أبو حنيفة أنه قال: - (علمنا هذا الرأي وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن منه فهو أولى بالصواب). دليلاً على حرية الرأي والتعبير في النقاش وعلى قبول الآراء الأخرى طالما توافق الصواب. 10- عدم الجدال في الباطل: - -قال النبي صلى الله عليه وسلم: - (ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدال). فالجدال يكون عقيماً عندما يكون في الباطل أما النقاش يكون للصواب فهو ما نريده لإحقاق الحق. 11- إيقاف الحوار إن حاد عن أهدافه وآدابه: - إذا ابتعد الحوار عن الاحترام ولم يحقق هدفه في الوصول إلى وجهة نظر مشتركة يتوافق عليها الكل وسيأخذ الحوار طريق السب والصياح فالأفضل أن يتوقف الحوار وينتهي حتى لا نصل نهاية مؤسفة ولا يحدث تباغض ويبتعد الحوار والنقاش عن هدفه الأساسي من تقارب وجهات النظر بطرق سليمة. 12- ليس ضرورياً أن نفوز للنهاية: - أي لا نجعل المحاور والمناظر الآخر يشعر بأنه مخطأ إلى النهاية وأنه خاسر للحوار بل نبين له أنه على حق في بعض ما قال وأصاب ولم يصب في أقوال أخرى عملاً بقاعدة (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب). فالتسليم بالنقاط الصالحة في الحوار يقلل من العداوات. 13- التركيز على ما يريده المستمع: - لابد من أن نركز على ما يريد المستمعين سماعه وفهمه ويحتاجونه في الحوار ولا نركز على ما نريد نقوله حتى لا يتضايق المستمع ويتشتت بكثرة المواضيع المفتوحة للنقاش وكثرة المعلومات. 14- الخلاف لا يفسد الود: - -قال الله تعالى: - (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)) فنجد أن سيدنا إبراهيم رغم الخلاف إلا أنه كان لين مع والده وهذا أساس الخلاف من أجل الوصول إلى الحق والإقناع به ولم يخسره في النهاية رغم الخلاف فلابد من الحرص في الحديث على عدم إفساد العلاقة الإنسانية بين الأطراف المتحاورة والمختلفة. 15- عدم التعميم في الحديث: - لا يصح أن نستخدم عبارات وألفاظ شاملة للحديث مثل (مطلقاً، دوماً) وإنما عبارات تحتوي على استثناءات (أحياناً، من الممكن). 16- عدم تخطيء المتحدث دوماً: - ليس من الصحيح أن نظهر للخصم في الحوار أنه على خطأ دوماً ولا نوجه له عبارات تظهر خطأه مثل (أنت مخطئ) فهذا يؤدي إلى تيبس الحوار. 17- عدم الاستهزاء بالمحاور: - يجب عدم الاستهزاء بالمحاور أو بكلامه وهذا من سبيل الاحترام له ولرأيه وللحديث معه وللنقاش لتبادل المعلومات ويكون المحاور متقبل لرأي من يحاوره. أما الاستهزاء يجعله متنفر من الحديث ومن الحوار مهما بلغ من الدقة والصدق معه في النقاش. 18- الاعتراف بالخطأ إن ثبت خطأنا: - في أحد المواقف للنبي أنه رأى أناساً في رؤوس النخل فسأل: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له موسى بن طلحة: يلقحونه. فقال النبي: ما أظن ذلك يغني شيئاً. وبعدها لم يثمر النخل عندما توقفوا عن تلقيحه فأخبر بهذا النبي. فقال: إن كان ينفعهم فليفعلوه فإني إنما ظنناً فلا تؤاخذوني بالظن فأنتم أعلم بأمور دنياكم ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوه فإني لن أكذب على الله. فهذا يدل على أهمية الاعتراف عن الوقوع في خطأ حتى لا يتمادى الخطأ وتتفاقم الأمور. لذا من الأفضل الاعتراف به وتصحيحه حتى لا يستمر الخطأ ونتداركه ونصلحه.
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
د. الخشت يتفقد أول اختبارات الميد تيرم بجامعة القاهرة الدولية
بقلم ساره أيوب
ساره أيوب
اسيا تورتشييفا تشهد معرض من اول السطر
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
نائب المحافظ: الدفع ب ١٠ سيارات لشفط تراكمات المياه الناتجة عن كسر ماسورة مياه بمحيط سور مجرى العيون
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
الأرصاد تحذر من طقس الأيام القادمة
بقلم عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
 عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
"أهمية العمل التطوعى وتنمية البيئة" حملة توعية أطلقتها جامعة مدينة السادات لطالبات المدن الجامعية
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
فوز عضو هيئة تدريس بقسم جراحة المخ والأعصاب بجامعة الأزهر بالمركز الأول في الإنتاج العلمي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
ميدو: الأهلي تعاقد مع مدرب "معلم" وهذا دور حسام غالي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
الزمالك يتوصل لاتفاق نهائي مع محمود جاد.. وموافقة إنبي تحسم الصفقة
بقلم احمد سامي
احمد سامي
فيريرا يعلن قائمه الزمالك لمباراة الهلال السعودي
بقلم سعيد سعدة
سعيد سعدة
"التعليم" تشارك في فعاليات ملتقى شباب العاصمة الإدارية الجديدة غدًا الإثنين
المزيد من مقالات الرأى

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر