19:13 | 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
شوقي محمد

التربية ج (١٠)

الخميس 21-04-2022 07:46 م
التربية ج (١٠)
مصطفى ياسين
نستكمل ما بدأناه في حديثنا عن التربية ونصل إلى التربية الاجتماعية. التربية الاجتماعية:- - قال الله تعالى:- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) وهو توجيه الفرد الذي يؤدي مسؤوليته الاجتماعية والإنسانية ضمن تقيده بالحقوق الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية لغيره من أفراد المجتمع الذي يعيش فيه ويتعامل معه، وفيها يتعلم الأفراد بعضهم من بعض ويبادلوا خبرة الحياة والتبادل المنفعي على أسس أخلاقية وإنسانية. وباكتساب سلوكيات جديدة من خلال التعامل والمراقبة لباقي أفراد المجتمع. هذا غير تعلم تقبل الآخر والتعايش مع أفراد مختلفين في المجتمع سواء في الدين أو اللون أو الجنس أو العرق بشكل سلمي وأخوي وبسلام عام ويتعايش مشترك على أساس التربية المدنية. - أهمية التربية الاجتماعية:- 1- التعايش السلمي بين الناس. 2- تبادل السلوكيات المجتمعية المفيدة. 3-تنمية القدرة على التعبير وتقبل الآخر. تنمية التفاعل الواقعي بين الأفراد منذ الطفولة من أجل تنمية القدرة على العمل الاجتماعي. تنمية مهارات الطفل وقدرته على الإبداع والتعبير والعمل المجتمعي والنفعي والتعاوني. - أساليب التربية الاجتماعية:- 1- القدوة الحسنة التي يراها الطفل في أهله والمجتمع من حوله. 2- الموعظة والقصص. 3- الترغيب في العمل الاجتماعي وتقديم الفائدة للمجتمع. - ركائز التربية الاجتماعية:- 1- الأسرة. 2- المجتمع. التربية والثقافة. فكل من هذه العوامل تساعد بعضها في اكتمال النمو والتربية الاجتماعية للفرد والمجتمع ككل من أجل بناء مجتمع سوي وفاضل. لذا لا يمكن إنكار دور العلاقات الاجتماعية في تكوّن وتشكّل الأخلاق والقيم الإنسانية والعكس صحيح فالاثنان مكملان لبعضهما البعض، ويقول علماء التربية إنّ النمو الأخلاقي يتبع ويرتبط إلى حد كبير برشد ونمو وتطور التكامل الاجتماعي. وانعدام النمو الأخلاقي إنما يكون تحت تأثير الميول والرغبات التي يبديها الفرد وتتصل بالمعايير والقيم السائدة. وقد وجدنا في أساليب التربية بهذا الباب وفي الباب الثالث (باب الحياة الاجتماعية) ما يؤدي إلى كيفية التربية النفسية والاجتماعية للطفل والفرد والمجتمع على السواء. -التربية البدنية:- -قال الله تعالى:- (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) -قال النبي صلى الله عليه وسلم:- (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كل خير...). (كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب إلا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، تأديب الرجل فرسه، مشي الرجل بين الغرضين -القوس والسهم-، تعليم الرجل السباحة). وقال عمر بن الخطاب:- (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل). القوة هنا في كل شيء يكمل بناء الإنسان فكما هي في العقل وفي الفكر والاقتصاد والأخلاق والأمانة، أيضاً تكون الرياضة من أجل بناء الإنسان المتكامل الذي يقدر أن يفيد وينفع أسرته والمجتمع والدولة كما بالآية. وقد حث الفكر الإسلامي على التربية البدنية وممارسة الرياضة بأنواعها كما كان متعارف عليها وذكرها النبي كالسباحة والرماية وركوب الخيل والقوس والسهم وإن أي نوع آخر ظهر حديثاً طالما هو مفيد للإنسان فلا يوجد ما يمنع أن يمارسه الإنسان بل واجب عليه. وقد ثبت أن رياضة السباحة هي من أهم الرياضيات لأنها تقوي عضلات الجسم كلها كالصدر والفخذ والذراع فهي من الرياضات المستحب ممارستها بجانب أي رياضة أخرى. ونجد رياضة التأمل الذي كان يمارسها الرسول باختلائه في الغار لتصفية الذهن والتفكر في أمور الدنيا وهي نفس رياضة اليوجا التي ينصح بها الناس الآن من أجل تصفية الذهن والتفكير وقوة العقل. فكل الرياضات مسموحة إلا التي تؤذي الآخرين جسدياً وأدبياً فلا وجود للرياضات التي تكشف العورات وتسمح للتعصب والغضب إلا إذا وضع قوانين لها تحافظ عليها من كشف العورات أو منع التعصب وعدم اتخاذها كوسيلة للتربح بدون المسابقات كالرهانات وغير ذلك لأنه يخالف تعاليم الدين والفكر الإسلامي. والرياضة تؤدب الروح والأخلاق وتمنع الرياضي الذي يتمتع بالأخلاق مع القوة من إيذاء الآخرين ولنا في رسول الله إسوة حسنة في الأخلاق والرحمة بمنافسه فحدث:- (أن النبي صارع شخص يدعى أبا ركانة وقال له أبا ركانة: شاة بشاة فصرعه النبي. فقال: عاودني في أخرى -أي شاة ثانية- فصرعه النبي. فقال: عاودني فصرعه النبي الثالثة. فقال أبو ركانة: ماذا أقول لأهلي شاة أكلها الذئب وشاة نشزت فما أقول في الثالثة؟ فقال له النبي: ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك فنغرمك خذ غنمك). فحتى لا يحتاج الخاسر لشيء أو يحدث له مكروه ويخسر فترك له غنائمه فتظهر هنا الأخلاق السامية في الفكر الإسلامي وعلاقتها بالرياضة وعملها في ترابط الأشخاص بعضهم ببعض. فالرياضة مع الأخلاق شيء مهم لأنها تجعل من صاحبها قوي الشكيمة في استخدام قوته للخير وليس للشر. فأمانته وأخلاقه تجعله يستخدم قوته في المحافظة عليهم وليس العكس. وتستخدم الرياضة والتفوق بها لخدمة الاقتصاد بإقامة البطولات والترويج لأخلاق الرياضيين المسلمين بالدول الأخرى. فالمسابقات والبطولات تساعد على ترويج الاقتصاد والسياحة وأنشطة الدولة التجارية عند إقامة المسابقات وهي لا تخالف تعاليم الإسلام. فقال بن عربي:- (المسابقة شرعة في الشريعة وخصلة بديعة وعون على الحرب وقد فعلها النبي بنفسه وسابق السيدة عائشة على قدميه). ويقول الإمام محمد الغزالي:- (يتطلب الإسلام أجساماً تجري في عروقها دماء العافية ويمتلئ أصحابها فتوة ونشاطاً فإن الأجسام المهزومة لا تطيق عبئاً والأيدي المرتعشة لا تقدم خيراً وللجسم الصحيح أثر لا في سلامة التفكير فحسب بل في تفاؤل الإنسان مع الحياة والناس ورسالة الإسلام أوسع في أهدافها وأصلب في كيانها من أن تحيا في أمة مرهقة موبوءة عاجزة). فالتربية البدنية مرتبطة بتربية الفكر والعمل والأخلاق وتربية سلوك الفرد ومتوازيان سوياً. والرياضة والتربية البدنية مهمة في بناء الطفل لأنها تهدئ الأخلاق والأعصاب وتقوي من بنية الإنسان وتجعله صحياً وتعمل على تنمية المهارات الجسدية والحسية والاجتماعية والفكرية وتقوية العضلات وتنشيط الدورة الدموية مع المحافظة على الجسد من أمراض القلب والسمنة. وتساعد الفرد أيضاً اجتماعياً بتنمية التواصل الاجتماعي مع رفقائه وأصدقائه والتواصل معهم والتفاعل مع الغير وتعلمهم العمل كفريق جماعي. وتساعد على تخفيف التوتر وتحسين المزاج والراحة النفسية وتهدئة الأعصاب وكيفية كبتها وخفض الشعور بالاكتئاب وتنظيم النوم. وتساعد الطفل على تنشيط الذاكرة وتقوية قدرات الفكر لديه مما يساعده على التعلم الأكاديمي بشكل أكبر فتنمو بهذا تنميته العقلية مع التربية البدنية فتساعد على تحسين سلوك الطفل بالراحة المزاجية والتواصل الاجتماعي. والرياضة تساعد على التعلم لفهم آلية الجسم ولياقته والحفاظ عليها وكيفية التغذية السليمة واختراع الآلات التي تحافظ على النشاط الجسدي وتقويته فتحفظ الصناعة والابتكار والترابط الاجتماعي بين الناس. وكل هذا يساعد الفرد على الجهاد العسكري والاقتصادي والعمل السياسي والمجتمعي مما ينمي الدولة. أما الفرد الضعيف فيكون غير قادر على التنمية من جميع الجوانب السياسية منها والاجتماعية والتعليمية والبدنية.
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
د. الخشت يتفقد أول اختبارات الميد تيرم بجامعة القاهرة الدولية
بقلم ساره أيوب
ساره أيوب
اسيا تورتشييفا تشهد معرض من اول السطر
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
نائب المحافظ: الدفع ب ١٠ سيارات لشفط تراكمات المياه الناتجة عن كسر ماسورة مياه بمحيط سور مجرى العيون
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
الأرصاد تحذر من طقس الأيام القادمة
بقلم عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
 عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
"أهمية العمل التطوعى وتنمية البيئة" حملة توعية أطلقتها جامعة مدينة السادات لطالبات المدن الجامعية
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
فوز عضو هيئة تدريس بقسم جراحة المخ والأعصاب بجامعة الأزهر بالمركز الأول في الإنتاج العلمي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
ميدو: الأهلي تعاقد مع مدرب "معلم" وهذا دور حسام غالي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
الزمالك يتوصل لاتفاق نهائي مع محمود جاد.. وموافقة إنبي تحسم الصفقة
بقلم احمد سامي
احمد سامي
فيريرا يعلن قائمه الزمالك لمباراة الهلال السعودي
بقلم سعيد سعدة
سعيد سعدة
"التعليم" تشارك في فعاليات ملتقى شباب العاصمة الإدارية الجديدة غدًا الإثنين
المزيد من مقالات الرأى

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر