15:47 | 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
شوقي محمد

آفة تشويه الرموز.. انتكاسة فكرية وحضارية !!

الأحد 08-01-2023 10:59 ص
آفة تشويه الرموز..  انتكاسة فكرية وحضارية !!
بقلم د/خالد محسن

بين الفينة والأخري ،يخرج علينا راغبي الشهرة الزائفة و"الترند" الملعون من حملة ألوية العلمانية المتشددة، "التنوير المظلم" والحداثة وما بعدها وماقبلها في حملات شبه ممهنجه للنيل من رموز الفكر الديني والفلسفي بلا وعي أو منطق !. 

لقد تطاول هؤلاء من قبل علي الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب،وعلي الشيخ الشعراوي وبعض الرموز الوطنية وأستمرأوا الجدل والتشكيك والمراء والإفتاء بغير علم ،فأعادوا للأذهان فكر المرجفين في المدينة والخراصين ،الذين اكتوت الأمة العربية والإسلامية بافعالهم، وحصاد فكرهم الشاذ وانحرافهم عن جادة الصواب دهرا طويلا، وتركوا معالم سوداء في جبين الأمة،فقد كانوا معاول هدم معنوي بأفكار شوهت الأفهام، أعيت العقول وأمرضت القلوب !.

لقد طالت تلك الحملات المسعورة في العصر الحديث تحت ستار حرية التعبير وتجديد الفكر الديني وفلسفة الحياة المعاصرة رموزا فكرية ودينية عرف عنها الاعتدال والوسطية واتهمتها بالتعصب والجمود والرجعية ورفض التجديد والتحديث رغم أنهم وما يزالون منارات تدعو لتجديد الفكر الديني والفلسفي وتطويعه لخدمة الحياة  وإشكاليات المتصاعدة،دون مساس بالثوابت وبالهوية.

لكن الأمر المؤسف أن هؤلاء يريدونها فوضي فكرية ونسفا لكل ما هو موروث تحت ستار التنوير والإبداع والنقد ،
وقد تجاوز وبلغ سيل الإساءة أعلاه ،تجريحا وتشكيكا،وتشويه لرموز الفكر الديني والفلسفي والوطني، في توقيت حرج تتدافعة أمواج الأزمات من كل جانب.
فهل أمسينا أمة من الجهلاء المغرضين تدمر نفسها بنفسها، وتسخر من نخبها ونجبائها وفائقيها ، إرضاء لفكر متحرر، ولرؤي ومعتقدات فاسدة ،تحقيقا لمصالح مغرضة، وإرضاء لأسيادهم من مروجي الفكر التغريبي الجامح !.

 والأدهي والاكثر مرارة،ويدعونا للتعجب والدهشة أن بعض نخب مفكري الغرب بدأوا يعيدون التفكير في قناعاتهم،ويطالب بعضهم بالعودة للقيم الإنسانية ،تجنبا للمزيد من صور انهيار وتراجع المبادئ الإنسانية والأخلاقية ،والتي تسببت في أزمات دولية ومناخية،ويجني أهل المعمورة شرقا وغربا حصاده المر!

لم نسمع من جهابذة الفكر العلماني التحرري حلولا مبدعة لأزمات المجتمع المادية والمعنوية،أو حملات ضد مافيا الجشع التي تستهدف تدمير منجزات الوطن،أو نقدا لهؤلاء المارقين أو الشاذين فكريا ،الخارجين عن الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها !.
، لم نر منهم توجيها راشد للداعين للتحرر والتمرد علي قوانين الأسرة،ومن جسدوا الحياة الاجتماعية والأسرية والعلاقة بين الرجل والمرأة وكأنها حرب ضروس،لا مؤسسة بناء ،قوامها التعاون والتكامل والمودة والرحمة.
 ،أو نقدا لمافيا الاستغلال من رجال الأعمال الذين لا يعرفون فضائل حب الوطن، ومواثيق التراحم الاجتماعي !..

هؤلاء ينكرون كل ماهو جميل ، ولا يبحثون عن مساحات مودة واتفاق مشتركة ،طالما اختلفت مع معتقداتهم وأفكارهم الخبيثة.
هؤلاء يجيدون الهدم والتدمير لا البناء والإعمار المعنوي والمادي ،فلم نسمع منهم أفكارا مبدعة لتأسيس مجتمع أكثر رقيا أو نزوعا لدنيا الفضائل وعالم المثل ،كما فعل فلاسفة التنوير والحداثة ،حين وظفوا الفكر الفلسفي في دعم التنمية المستدامة وحماية البيئة وتحسين جودة الحياة والمستقبل الافضل !..

قد نختلف مع رؤي بعض المفكرين والساسة بل والعلماء لكن تبقي هناك قواسم مشتركة ونقاط إلتقاء وانتماء ومحطات تسمح للجميع بالتعايش الفكري ،وقبول الرأي المخالف،بتأدب ودون تجريح أو تخوين !.

ولكن هيهات فهي عادة متجزرة،ومتأصلة لدي المنتفعين وأرباب المصالح ومدعي التنوير والإصلاح.
ومن قديم الأزل وغابر الأزمان ،منذ عهد الفراعنة سجلت النقوش والبرديات أن هناك من يريدون نسف إنجازات الآخرين وتسفيه رؤاهم ولعل من زار المتحف المصري ومعابد بالقاهرة مدينة هابو بالأقصر ومناطق اخري سيشهد تماثيل مقطوعة الأيدي والرؤوس واحيانا الاقدام !.
وقد فسر علماء الآثار أن البتر كان مقصودا لتشويه منجزات بعض الأسر والملوك السابقين.
 
أتصور أن هذه الروح الانتقامية،والتي نري لها صورا عصرية هي معاول هدم لا بناء.. هؤلاء في حاجة لتصحيح المفاهيم فالتنوير الحقيقي رسالة هدفها الإصلاح النفسي والمعنوي، وتخليص المجتمع من ظلمة الجهل والتخلف والفقر الفكري والمادي، لكن في إطار الهوية والتمسك بالعقيدة السمحة ،والعادات والتقاليد الاجتماعية الإنسانية الأصيلة التي تنتصر وفي كل وقت للخير والحق والعدل.
 
في تقديري أيضا أن التنوير الحقيقي يوقن بثقافة التعددية واختلاف الفكر، ويحترم الأصول العربقةويبحث عن القواسم الفكرية المشتركة والجميل في كل شيئ وإن ندر !.

ومن الطبيعي أن تختلف الرؤي والتوجهات والقناعات ولكن هناك ثوابت ينطلق منها الجميع وما عداه فهم المارقون الخارجون عن جادة الحق والصواب، ولا فرق بينهم وبين المتطرفين دينيا فهم في قارب واحد من الجمود والكبر والاستعلاء والجعظرية،وأحيانا الغطرسة الفكرية والنفعية المتصلبة !.

إن آفة استمراء تشويه الرموز انتكاسة فكرية وثقافية وحضارية وعودة للوراء !
إنه الداء والمرض العضال لكل من غربت عنه الأضواء واشتهي "الترند" فيخوض في  سيرة الرموز
 مع الخائضين دون وعي أورشد أو انصاف !. 

ومما يدعو للأسف أن تهم التخلف والرجعية جاهزة لدي هؤلاء لكل من يخالفهم هذا التوجه الممقوت أو يدافع عن الإرث الأصيل وصحيح العقيدة وثوابت الدين، ولو كان معتدلا !.
 
ولعل هذا ما حذر منه بعض مفكري وفلاسفة العرب المنصفين،وأشار إليه عميد الأدب العربي حين قال في أواخر أيامه " أودعكم بالكثير من الألم والقليل من الأمل "،ربما قنوطا ويئسا من حدوث التغيير الفعلي ومن أفعال الحاملين لرسالة التنوير والفهم الخاطيء للاستنارة والتجديد !.

بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
د. الخشت يتفقد أول اختبارات الميد تيرم بجامعة القاهرة الدولية
بقلم ساره أيوب
ساره أيوب
اسيا تورتشييفا تشهد معرض من اول السطر
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
نائب المحافظ: الدفع ب ١٠ سيارات لشفط تراكمات المياه الناتجة عن كسر ماسورة مياه بمحيط سور مجرى العيون
بقلم سمير شحاته
سمير شحاته
الأرصاد تحذر من طقس الأيام القادمة
بقلم عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
 عبد الناصر عبد الله وحماده يوسف
"أهمية العمل التطوعى وتنمية البيئة" حملة توعية أطلقتها جامعة مدينة السادات لطالبات المدن الجامعية
بقلم شوقى الشرقاوى
شوقى الشرقاوى
فوز عضو هيئة تدريس بقسم جراحة المخ والأعصاب بجامعة الأزهر بالمركز الأول في الإنتاج العلمي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
ميدو: الأهلي تعاقد مع مدرب "معلم" وهذا دور حسام غالي
بقلم احمد سامي
احمد سامي
الزمالك يتوصل لاتفاق نهائي مع محمود جاد.. وموافقة إنبي تحسم الصفقة
بقلم احمد سامي
احمد سامي
فيريرا يعلن قائمه الزمالك لمباراة الهلال السعودي
بقلم سعيد سعدة
سعيد سعدة
"التعليم" تشارك في فعاليات ملتقى شباب العاصمة الإدارية الجديدة غدًا الإثنين
المزيد من مقالات الرأى

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر