مهرجان البحر الأحمر: الحضن الأكبر للمواهب السينمائية العربية

لم تعد مهمة مهرجانات السينما ملتقي لعرض الأفلام وإطلاق المسابقات بينها ومنح الجوائز العينية والمادية لمن يفوز منها في ظل الأزمات العديدة التي تواجهها صناعة السينما في منطقتنا العربية أصبحت المهرجانات هي الملاذ الوحيد للمواهب من صناع الأفلام خاصة وأن صناديق الدعم الأجنبية تفرض شروطا معينة علي شكل ومضمون الأفلام التي تدعمها وبالتالي يجد طالب الدعم نفسه مطالبا بفرض قيودا علي إبداعاته وقناعاته ليسهل علي نفسه فرصة الحصول علي الدعم الخارجي . مع إنطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي منذ 4 سنوات فتح ذراعيه لإحتضان كافة المواهب السينمائية العربية وغير العربية دون النظر الي جنسيتها أو لهجتها رافعا شعار الموهبة وحدها تكفي . منذ 4 سنوات وصندوق دعم البحر الأحمر يمنح الفرص لموهبة تلو الأخري ووجدنا طيلة هذه السنوات أسماء سينمائية جديدة تسطع وتلمع علي الشاشات من خلال أعمال مميزة وجدت الكثير منها فرصة العرض والبقية في إنتظار الإنتهاء من مراحلها النهائية لتلحق بمن سبقها من أفلام . دارين سلام وظافر العابدين مخرجا وأمجد الرشيد وكوثر بن هنية ومحمد بن عطية وأبو بكر شوقي وفاطمة البنوي وغيرها من أسماء لمخرجين منحهم مهرجان البحر الأحمر الفرصة للظهور مجددا بأعمال مختلفة بعد ظل بعضهم جالسا في البيت لسنوات إنتظارا لفرصة حقيقية بعيدا عن القيود المفروضة علي المبدعين من صناديق الدعم الأجنبية . إحتضن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الثالثة هذا العام التجربة الثانية للنجم التونسي ظافر العابدين كمخرج من خلال فيلمه رسالة إلي إبني الذي تدور أحداثه بالكامل داخل المجتمع السعودي وكان المهرجان ذاته قد شهد العرض الأول لتجربة العابدين الأولي وهي فيلمه غدوة . هذا العام يعود المخرج أبو بكر شوقي بعد إبتعاد سنوات من تجربته الرائعة الأولي يوم الدين الذي نافس علس جوائز مهرجان كان السينمائي منذ سنوات كما أنه مثل مصر في مسابقة الأوسكار بعد هذه التجربة لم يجد أبو بكر شوقي فرصة لتقديم فيلما أخر وهذا العام كانت الفرصة متاحة من خلال فيلم هجان الذي أشرف علي إنتاجه محمد حفظي المخرج الأردني أمجد الرشيد يقدم نفسه لأول مرة من خلال تجربة روائية طويلة بفيلمه إن شالله ولد الذي حاز علي إعجاب من شاهدونه بالمهرجان هذا العام . المخرجة التونسية كوثر بن هنية تعود مجددا بتجربة تخلط فيها بين الوثائقي والروئي بفيلمها بنات ألفة الذي شارك هذا العام في المسابقة الرسمية لمهرجان كان وإستقبله المهرجان في عرضه الأول بالمنطقة العربية فيلم إفتتاح مهرجان كان هذا العام جان دي باري الذي لعب بطولته النجم العالمي جوني ديب ساهم صندوق البحر الأحمر السينمائي في تمويله دعم مهرجان البحر الأحمر لهذه الأعمال لم يقف عند حد عرضها أو إتاحة فرص المشاركة في مسابقاته وبرامجه إنما إمتدت الي التمويل ذاته لذلك حملت هذه الأعمال شعار المهرجان كمنصة دعم رئيسية ساهمت في ظهورها وخروجها الي النور فتح المهرجان أيضا لودج خاص للدراما التليفزيونية ليكتمل دعمه لكافة عناصر الدراما المصورة من سينما وتليفزيون وهو ماسيعود علي شكل الدراما العربية بشكل إيجابي . تحول البحر الأحمر السينمائي من مجرد مهرجان يعرض ويدعم المشاريع السينمائية وأصبح مؤسسة متكاملة هدفها نشر الفنون وحضن يساع كل المواهب العربية من المحيط الي الخليج رافعا شعار يهمني الإبداع ولو مالوش عنوان .