عينية مدح الرسول صلى الله على وسلم
بقلم الدكتور / احمد ماهر محمود. لا تَفرَحَنَّ لوِدِّ مَنْ يتبَسَّمُ
بَسمُ اللِّئامِ لَنَبعُ شَرٍّ أجمَعُ
مَا نيلُ صُحبَتِهِم سِوَى السَّقَمِ
فَكَأَنمَا غُصْنٌ نَمَى لا يَنجعُ
فمِنَ الوَرَى مَنْ لَو تَمَكَّنَ يَضْبَعُ
لَولَا مَغَانِمُ فِيكَ عَنكَ لَيَمْتَعُ
وَإذَا تَحِلُّ رَفَاهَةٌ يَتَكَتَّمُ
فإذَا أَصَابَتهُ القَوارِعُ يَفْزَعُ
وإذا تَلَمَّسَ حَاجَةً يَتَبَرَّمُ
فإذَا تَحَوَّجَ بُغيَةً يَتَصَنَّعُ
وَكَأَنَّ إبْلِيسًا أَخٌ أَو تَوأَمٌ
مِن بَطْنِ خُبْثٍ طَبْعَهُ مُتَطَبِّعُ
فَلتَعتَزِلْ فاللَّهُ مُجْزِي الكَاظِمِ
وَاغْفِر إذَا ما العَفوَ تَسطِيعُ
فَسِوَى أَمِيرِ الأَنبِيَا مَنْ يُتبَعُ
فَبِأَمرِهِ وَبِنَهيِهِ يُتَوَرَّعُ
بِعَزِيمَةٍ وتَرَفُّقٍ وبِحِكمَة
يَرمِي بِحَقٍّ بَاطِلًا يَتَقَشَّعُ
كَمْ حَاقِدٍ بِمكَيدِهِم قَد أُجمِعُوا
فَغَدَا مَكِيدًا مَا يَضُرُّ وَيَنفَعُ
كِسرىٰ الَّذِي بِعُتُوِّهِ يَستَكْبِرُ
فَدَعَا الرَسُولُ فإذ بحَتفِه يُفجَعُ
وَلَكُلُّ خَيرٍ لَه مُحَمَّدُ مَنبَعُ
أَزكَى الخِصالِ لَها الرَسُولُ لَمَجْمَعُ
إنْ كانَ ليلٌ أو نَهارٌ يركَعُ
يَدعُوكَ رَبِّي إِذْ بحَمدٍ يتْبِعُ
خَيرُ الأَنَامِ العَالِمُ المُتَكَامِلُ
ذَاكَ المُتَمِّمُ مَنْ بِشَأنِه أَرفَعُ
هُوَ كَيِّسٌ فِي قَومِهِ مُتَسَيِّدٌ
وهُوَ البَلِيغُ إذا تَحَدَّثَ يُسْمَعُ
وَلِأَحمَدِ الخَلقِ الأَمِينِ الصَادِقِ
نَهجٌ قَوِيمٌ دُونَهُ البِدَعُ
أسَرَ القُلُوبَ بِوِدِّهِ يَتَمَلَّكُ
وَبِبَسمَةٍ كُلٌّ لَهُ مُتَتَبِّعُ
وَإذا مَضَى بَينَ الجُمُوعِ بِعِزَّةٍ
فَكَأَنَّهُ نُورٌ يُضِيءُ ويَسْطَعُ
فَتُخُطِّفَت بِفصَاحَةٍ مِنهُ النُّهَى
وَبِقَولِهِ نُقِشَت صِحَافٌ نُصَّعُ
بِتَعَلُّقٍ باللَّهِ يَرجُو يَصبِرُ
فِي العَدلِ مَاضٍ بِالدُّجَى لَا يَهجَعُ
فَكَأَنَّهُ بَدرٌ إذا لَيلٌ غَشَى
و كَأَنَّهُ غَيْثُ السَّمَاءِ فَيَنقَعُ
وبمُهْجَتِي عَرشٌ لَهُ مُتَرَفِّعٌ
رُوحِي فِدا وبِدَمعِ فَرْحٍ أشْرَعُ
إِذْ مَا نَظَمتُ الشِّعرَ غَيرَ لِأَنَّنِي
أَرجُو اللِّقَاءَ وبالشَفَاعَةِ أَطْمَعُ
واللَّهُ يُبْدِئُ ثُمَّ إِنَّا نُرجَعُ
فَابنُ التُرَابِ يَعُودُ يَومَ يُشَيَّعُ
ربَّ السَّمَا دَومًا بِشَأنِي تَلطُفُ
فَارحَم وزِد بالعَفوِ أَنْتَ الوَاسِعُ
فَلَقَد تَعَالَىٰ الحَقُّ إِذ تَتَبَصَّرُ
بِتَخَشُّعٍ كُلَّ الخَلَائِقِ تَخضَعُ