خبراء الآثار.. فى الاحتفال بشهر التراث: التراث "الغارق".. مكون تاريخى مهدد بالاندثار

احتضنت مدينة العيون، المغربية، ملتقى الساقية الحـمراء للآثار والتراث الدولي الأول حول (التراث التاريخي والثقافي المغمور بالمياه: حصيلة البحث وسبل التثمين نماذج من المغرب والوطن العربي)، الذي نظمته المديرية الجهوية للثقافة بالعيون، بمناسبة الاحتفال بشهر التراث 2023م. بحضور خبراء عرب استعرضوا تجارب بلدانهم في حماية التراث التاريخي والثقافي المغمور بالمياه.
شارك في الملتقى مجموعة من الخبراء والباحثين في التراث التاريخي والثقافي الساحلي والمغمور بالمياه من مصر، عمان اليمن، ليبيا، تونس، إضافة إلى اللجنة العلمية العالمية للتراث والماء الإيكوموس.
سعى المنظمون من خلال الملتقى إلى “التعريف بالتراث المغمور بالمياه كمكون تاريخي وثقافي في الوطن العربي”؛ وإبراز جهود المغرب في توثيق التراث المغمور بالمياه، والاطلاع على التجارب الدولية والإقليمية في مجال صون التراث المغمور بالمياه، وكذا لفت الانتباه لمواقع التراث الساحلي والمغمور بالمياه في السواحل الجنوبية للمملكة المغربية؛ والتحذير من المخاطر التي يتعرض لها التراث المغمور من سرقة و تخريب مما يسيء للتاريخ والذاكرة المشتركة بين الشعوب القائمة على السلم والتسامح.
خلص الملتقى إلى توصيات أهمها جعل المآثر التاريخية المغمورة بالمياه جنوب المملكة تراثا عالميا، علاوة على “خلق تخصصات في الجامعات ومعاهد الآثار تعنى بالبحث في التراث المغمور بالمياه وحفظ وترميم اللقى الأثرية”.
وأوصى الخبراء بـ ”الانخراط في برامج بحث تشرف عليها منظمات وهيئات مختصة في التراث التاريخي والثقافي المغمور بالمياه، والعمل على تنسيق جهود المختصين في التراث المغمور بالمياه في الوطن العربي قصد إنشاء خريطة أثرية موحدة وتبادل المعلومات والتكنولوجيا الحديثة في الكشف والترميم، وإعادة النظر في المدة التي يمكن للأثر المغمور بالمياه أن يدرج في عداد التراث المغمور المحدد في منظمة اليونسكو في 100 سنة”.
دعوا إلى “تكثيف برامــج البحث عن مواقع التراث المغمور بالمياه في السواحل الأطلنتية الجنوبية للمملكة، وتقوية التشريعات الوطنية والدولية الرامية لحماية هذا التراث التاريخي والثقافي، وتشجيع الغواصين الهواة وتكوينهم ونشر مطويات تعريفية بأنواع الترات المغمور وأهميته الثقافية”.
طالبوا ب “رد الاعتبار لموقع سانتاكروز دي مار بيكينا بأخفنير كموقع تاريخي وثقافي؛ ومحاربة الاتجار في التراث المغمور بالمياه خاصة؛ ونشر ورقات هذا الملتقى العلمي في كتاب جماعي”.