هبة فريد: الفن رسالة قادرة على التغيير.. وأرفض العنف بكل أشكاله

الخميس 6 فبراير, 2025

كتبت - ولاء عمران 

في عالم مليء بالتحديات، تألقت المطربة الشابة هبة فريد بصوتها العذب وإحساسها الصادق، الذي لامس قلوب جمهورها منذ بداياتها. نشأت في بيئة فنية جعلت منها فنانة متكاملة، حيث جمعت بين الدراسة الأكاديمية للموسيقى وموهبتها الغنائية، مما أضفى على أعمالها طابعًا خاصًا ميزها عن غيرها. منذ خطواتها الأولى في الغناء، قدمت ألوانًا موسيقية متنوعة، فمزجت بين الرومانسية والدراما والمقسوم وحتى اللون الشعبي، في رحلة بحثها عن أسلوب غنائي يعكس شخصيتها ويصل إلى قلوب الناس.

تتحدث هبة عن بداياتها قائلة:
“البدايات دائمًا تكون صعبة، لكنها مليئة بالدروس. تعلمت الكثير من كل تحدٍ واجهني، ولم يكن الطريق سهلًا، لكنني لم أستسلم. درست الموسيقى بشكل أكاديمي منذ طفولتي، حيث التحقت بـ«أكاديمية الفنون – الكونسرفتوار» لدراسة آلة الكمان، ثم انتقلت إلى «المعهد العالي للموسيقى العربية»، حيث تعلمت العود والغناء على يد أساتذة كبار، أبرزهم الدكتورة إنعام لبيب، وأستاذي ووالدي الروحي الأستاذ سمير حجاج، الذي قدم لي دعمًا كبيرًا.”

الفن كوسيلة للتغيير.. ورسالة إنسانية ضد العنف

لطالما آمنت هبة فريد بأن الفن ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل قوة ناعمة قادرة على التغيير، وهذا ما جسدته في أحدث أعمالها، أغنية “بمثل القوة”، التي تناولت قضية العنف ضد المرأة. الأغنية لم تكن مجرد تجربة غنائية، بل كانت رسالة إنسانية عميقة، استطاعت من خلالها أن تعبر عن معاناة الكثير من النساء، بأسلوب صادق وإحساس حقيقي.

تقول هبة عن العمل:
“هذه الأغنية كانت تجربة مختلفة تمامًا. استغرقت شهرين في التحضير لها، لأنني أردت أن أعيش كل تفاصيلها بعمق. كنت أشاهد أفلامًا ومسلسلات تتناول القضية لأشعر بمعاناة المرأة، وأغني من قلبٍ يؤمن بأن لكل امرأة الحق في حياة كريمة دون عنف أو قهر. يوم تصوير الكليب كان الأصعب، لأننا قررنا أن نترك المشاعر تخرج بشكل عفوي دون بروفات مسبقة، ونجحنا في تقديم صورة حقيقية لمأساة تعيشها العديد من النساء.”

وعن رد فعل الجمهور، عبرت عن سعادتها قائلة:
“كان هناك إعجاب شديد بالأغنية والكليب، ربما أكثر من أي عمل قدمته سابقًا. الجمهور تأثر بالرسالة، وهذا أهم ما كنت أتمناه.”

رحلة غنائية متنوعة.. ورسالة تعبر عن الإحساس

منذ بدايتها، سعت هبة فريد إلى تنويع ألوانها الغنائية، فقدمت أغنيات رومانسية مثل “فاكر” و”هنتقابل”، وطرحت اللون الشعبي في “طنش”، وقدمت المقسوم في “صح الصح”، ولم تغفل الجانب الدرامي في أغنيات مثل “مترجعليش” و**“بمثل القوة”**، التي حملت رسالة إنسانية عميقة.

تؤمن هبة بأن الفن هو مرآة المجتمع، قائلة:
“الفن الحقيقي هو الذي يعكس الواقع ويقدم رسالة. لا مانع من تقديم الأغاني الترفيهية، لكنني أؤمن أن الأغنية ذات الرسالة تظل خالدة، لأنها تلامس قلوب الناس.”

التحديات في عالم الغناء.. وهل يغني “السنجل” عن الألبوم؟

مع تغير صناعة الموسيقى وغياب شركات الإنتاج الكبيرة، أصبح الفنانون يعتمدون على الإنتاج الذاتي وأغاني “السنجل” للوصول إلى الجمهور. وعن هذا التحدي، تقول هبة:
“في ظل وجود المنصات الرقمية، لم يعد الفنان بحاجة إلى شركة إنتاج ضخمة ليصل إلى الجمهور. صحيح أن الأمر أكثر صعوبة، لكنه ليس مستحيلًا. الأغاني المنفردة هي الخيار الأفضل للمطربين الجدد، لكنها لا تعوض عن الألبوم، الذي يظل ضرورة للفنانين الكبار كي يعبروا عن مشوارهم الفني بشكل متكامل.”

بين الطرب والذكاء الاصطناعي.. موقف حاسم من الفن الرقمي

تنتمي هبة فريد إلى مدرسة الطرب والزمن الجميل، حيث تستلهم من عمالقة الفن مثل أم كلثوم، وردة، ومحمد فوزي. ورغم التطورات التكنولوجية، فإنها ترفض بشدة استخدام الذكاء الاصطناعي في إصدار أغاني جديدة بصوت الفنانين الراحلين، قائلة:
“الفن إحساس، ولا يمكن أن يُستبدل بروبوت أو برنامج رقمي. نحن شعوب تعشق الفن الحقيقي، الذي يحمل مشاعر الفنان وروحه، وليس مجرد أصوات مُصنعة بلا روح.”

حلم سعاد حسني الذي أوقفه كورونا

كان من المقرر أن تجسد هبة فريد شخصية سعاد حسني في عمل فني، بموافقة شقيقتها الدكتورة جيجي والكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، لكن المشروع توقف بسبب جائحة كورونا. تعبر هبة عن حزنها لهذا التوقف، قائلة:
“كان حلمًا كبيرًا أن أجسد شخصية السندريلا، التي أراها نموذجًا فنيًا متكاملًا. للأسف، كورونا أوقفت المشروع، لكنني لا أفقد الأمل في تقديمه يومًا ما.”

طموحات لا حدود لها

رغم ما حققته من نجاحات، لا تزال هبة فريد ترى أن رحلتها الفنية في بداياتها، قائلة:
“طموحي لا حدود له. أسعى دائمًا لتقديم المزيد، سواء في الغناء، التمثيل، أو الاستعراض. أتمنى أن أترك بصمة خاصة بي في عالم الفن، وأضيف شيئًا جديدًا للجمهور.”